دبي - صوت الإمارات
أكدت رئيسة متحف المرأة في دبي الدكتورة رفيعة غباش خلال تقديمها لجلسة "نحو نظام عربي أكثر منعة"، شارك فيها جميل مطر الباحث والكاتب السياسي المعروف وعدد من الباحثين، أن مؤتمر "الخليج" يعد من أهم منابر التعبير عن الرأي في الدولة، نظرا لما يتناوله من موضوعات حيوية ومهمة تتصل بشكل كبير بواقع ومستقبل الشعوب العربية، كما يعد من أبرز المنابر التي تحاول أن ترصد مدى التغييرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لذلك يعد المؤتمر تجمعا ثقافيا وفكرياً ثرياً يسهم في خلق أفكار واعدة لإعادة بناء الوعي العربي، وكذلك لتجاوز الأزمات الحاصلة على طول وعرض الوطن العربي .
بدوره أوضح الدكتور جميل مطر أثناء حديثه في الجلسة التي حظيت بمشاركة العديد من الباحثين والمهتمين إن الاشكالية الحقيقية التي تواجه النظام العربي، هو عدم وجود رسالة سياسية قادرة على التواصل والتأثير في المجتمعات الدولية ذات السيادة، وذلك مرده لعدة اسباب منها بدء حدوث تغيير في النظام العربي الإقليمي، الذي بات عاجزاً عن الانتقال إلى المستقبل السياسي المأمول منه نظراً لبطء انسجامه مع التطورات العالمية .
ورأى أن عقد مؤتمر "الخليج" في هذه الأوقات العصيبة من عمر عالمنا العربي جاء في وقته تماما، نظرا لوجود شعوب ومؤثرين مازالوا يريدون استدعاء الماضي لعيشه، والأمر الذي بات مستحيلا، وكان لذلك أثر سلبي في عجلة التطور السياسي والاجتماعي للنظام السياسي العربي .
وعن رؤيته التحليلية عن الواقع المعاش في العالم العربي، أوضح مطر "نحن بتنا في مرحلة عاجزين فيها من الانتقال إلى المستقبل فجزء منا يريد أن يعيش الماضي الذي يستحيل عودته على صعيد النظام العربي الإقليمي، وجزء آخر بات لا يستطيع فهم المرحلة الحالية أي الواقع، ويعيش حالة تشوش، وكان نتيجة لذلك أن هناك صعوبة بالغة في العبور والانتقال إلى المستقبل .
وبهذه الحالة وصلنا إلى ما يمكن أن نقول عنه عدم رغبة المستقبل في القدوم إلينا نظرا للتشويش والارتباك الذي يعيشه النظام العربي، رغم محاولة استدعاء المستقبل بثورات قامت بها الشعوب العربية لمحاولة العبور إليه .
وحول آلية التحول والعبور إلى المستقبل وإلى المنعة الحقيقية، فإن ذلك لن يتم، إلا إذا شعرت الأنظمة العربية بقرب سقوطها وأنها مهددة، أو أن يحدث غزو للنظام الإقليمي العربي من دول عظمى أو مجاورة، أو حدوث ثورات أخرى واستمرارها، معتبراً انه يجب على العرب أن يصارحوا أنفسهم والاعتراف بأن الثورات التي حصلت ليست مؤامرة على العرب، بل اندلعت لتعبر عن حاجة ماسة للتغيير والمطالبة بضرورة تحصين الأمن القومي العربي، معتبرا أن أسباب نشوب الثورات العربية ما زالت قائمة ولم تنتف .
ولفت إلى أن العالم بأسره يشهد تحولات كبيرة تؤثر في النظام العربي، منها ما يتصل بالقيم والسلوكيات والأخلاقيات وأخرى متعلقة بالتحولات التكنولوجية وثورات الاتصال والعولمة وانكسار العولمة أيضاً، الذي أدى إلى تسلل قوى عظمى وتراجعها إلى الوراء وبروز قوى عظمى كالصين على الساحة الدولية، وهو ما يعد أحد التحولات الدولية الكبيرة والمؤثرة .
وأوضح أن النظام العربي اشتبك مع تلك التحولات ورفضها مجتمعة رغم التأثير الذي أحدثته تلك التحولات على صعيد الشعوب العربية وثوراتها الأخيرة التي كان احد أهم أسباب نشوبها هي التكنولوجيا وثورة الاتصال، لافتاً إلى أن أهم الموضوعات التي باتت حديث الساعة في العالم العربي هي الفتاوى والخرافات التي صرفت اهتمام المجتمع العربي عن أولوياته في الوقت الذي انطلق فيه العالم الغربي إلى الحديث عن أفكار مبدعة واكثر فعالية في خلق مستقبل جديد لها .
وعرج في حديثه إلى ظاهرة بدأت تظهر تتمثل في بروز إقليمية جديدة، تحاول أن تعرف عن نفسها وأن توجد لها حيزا في حين مازلنا كعرب نحاول التفكير في أنفسنا والتعرف إلى ذواتنا، ومن تلك الإقليميات الجديدة هي محاولة الصين إيجاد إقليمية جديدة في شرق آسيا تستثني الصين منها، وكذلك محاولة دول أمريكا اللاتينية استثناء الولايات المتحدة الأميركية من نظامها الإقليمي إذا أصرت الأخيرة على عزل كوبا من دول أمريكا اللاتينية .
وأوضح أن النظام الإقليمي العربي تحيز للمشرق العربي على حساب المغرب العربي الذي يمكن أن يقوم بدور على صعيد العالم العربي من خلال إحداث نهضة كبيرة يقودها المغرب العربي، لكن مازال المغرب العربي مغيباً رغم أهميته، وكذلك نلحظ أن دول الخليج العربي بدأت تتعامل مع النظام العربي على أساس أنها تمثله وتعبر عنه وبدأت تشكل تحالفات .