أجواء امتزجت فيها فنون مختلفة

نظمت في أجواء امتزجت فيها فنون مختلفة: موسيقى وغناء ورسم الاثنين، ليلة الفن في مركز دبي المالي العالمي، وشهدت إقبالًا كبيرًا من جمهور أتى للاستمتاع بالإبداعات المنوّعة.
وأخذت “ليلة الفن” الحضور إلى عوالم مختلفة، من المعارض والحكايات اللونية التي يطرحها الفنانون، ويرصدون من خلالها قضايا الناس وهموم الأوطان العربية، إلى جماليات الطبيعة والثقافات، وكانت الموسيقى فرصة للترفيه وتغيير الأجواء التي فرضها اللون.
وباتت “ليلة الفن” موعدًا لصالات كثيرة لافتتاح المعارض، وشهدت ، انطلاق مجموعة من المعارض الجديدة، ومنها معرض الفنان عبدالكريم مجدل البيك، الذي رصد من خلال أعماله الوضع السوري، وحالة الانتظار التي تحكم كثيرين من السوريين، لاسيما الذين غادروا وطنهم إلى بيروت.
ويقدم البيك حالة سورية، من خلال أسوار المدينة التي تبدو كما لو أنها سجلات تحفظ ذكريات الناس، فيجد المتلقي في لوحاته الأرقام التي تؤرخ الأحداث بشكل يومي، بينما لا تغيب مشاهد القتل من خلال المسدسات التي يلصقها على اللوحات.
كما افتتح معرض “رانجولي” للفنانة الهندية نوش أناند، التي تستعرض من خلاله بعض جوانب التراث والتقاليد الشعبية في بلادها، إذ تستخدم النساء مساحيق ملوّنة جافة لخلق أنماط وتصاميم جمالية رائعة.أما صالة أجياد، فقدمت معرضًا خاصًا بالفنانة الإماراتية خولة الفلاسي، تحت عنوان “موسيقى الأرض”، ويضم مجموعة من الأعمال الواقعية التي اتخذت من الطبيعة والزهور - على وجه التحديد - سياقها في التعبير، فأتت متميزة في الجو الجمالي الذي تفرضه قوة الألوان والحساسية. بينما أبقى غاليري “آرت سوا” على معرض الفنانة التونسية ريم كاروي، التي تحوّل رسومها الجريئة إلى مجسمات لكائنات غريبة الأطوار، وتبدو حالمة وجريئة، وكذلك تسرد من خلالها قصصها الخاصة، وتعبّر عن امتزاج كثير من الحالات النفسية المتباينة.أما الفنان براد داوني، فاستخدم كثيرًا من الأنماط الفنية في معرضه، الذي حمل عنوان “سلع تالفة” في كوادرو غاليري، إذ تتنوّع أعماله بين الفيديو والرسم والتركيب، كما حملت نوعًا من السخرية من الواقع، والفن أحيانًا.أما “أوبرا غاليري”، فقدم معرضًا لمجموعة من أعمال الفنان الصيني وانغ غوانغي، وهو أول معرض استعادي له في الشرق الأوسط. كما عرضت الصالة قطعتين جديدتين صممتا خصيصًا للمنطقة من ضمن مجموعة القطع الشهيرة في سلسلة “النقد العظيم” للفنان غوانغي.
بينما قدم الفن المعاصر من دولة الإمارات بمعرض جماعي في فرجام، وضم المعرض أعمالًا لـ14 فنانًا من الإمارات، من المخضرمين والشباب. ويجسد المعرض المهارات الإبداعية للفنانين وعلاقة التناغم الاستثنائية التي تجمعهم مع الوطن، كما تعالج اللوحات موضوع العادات والتقاليد في صلب الثقافة، وتطال المناظر الطبيعية المتغيرة باستمرار، والتاريخ الغني لدولة الإمارات. كما شهدت الباحة الخارجية بين الصالات فعاليات عدة، من بينها الرسم في الهواء الطلق، الذي قدمه الفنان الأميركي ساندرز هيلدرث، والذي قال لـ”الإمارات اليوم”: “إن لوحاته مأخوذة كثيرًا بالأشكال الهندسية، ولهذا تسيطر عليها المكعبات والمربعات”ورأى أن “العمل في الأماكن العامة مع وجود ازدحام وضجة متعب، ولكنه يتكيف مع الوضع من خلال الخبرة”. واعتبر أن “التفاعل مع الجمهور هو الفائدة الكبرى من المشاركة في احتفالية بالأماكن العامة، لاسيما أنها تقدم المتعة للجمهور”.