القاهرة – حسام السيد
عادت مجموعات الأولتراس بمختلف أنواعها لتتصدر المشهد في الرياضة المصرية بعد أن تكثفت مساعي لجنة أندية الدوري الممتاز برئاسة مرتضى منصور لحلها واعتبارها جماعات متطرفة مستندًا في ذلك على وقائع شغب عديدة ضلع فيها المنتمون لها على مدار الفترة الماضية ، وهو ما بات يهدد مسيرة الرياضة المصرية بعدما رفض الأولتراس فكرة الحل وتمسكت المجموعات بالاستمرار في طريقتها الخاصة بالتشجيع .
وتأزمت الأمور بعد أن رفع كل طرف راية التحدي في وجه الآخر ، بدأ رئيس لجنة الأندية تكثيف اتصالاته لاصدار قرار من وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة بإدراج الأولتراس ضمن الجماعات المتشدّدة لتصبح ملاحقتهم قانونية ، في الوقت الذي جاءت فيه هذه الأحداث لتصيب الشارع الرياضي بمخاوف عديدة في ظل تبني الأولتراس لفكرة العنف المفرط في حالة التعرض لمضايقات من جانب السلطات الأمنية .
ويحفل تاريخ الأولتراس في الملاعب المصرية بالعديد من وقائع العنف التي كان أولها العام 2008 عندما قامت مجموعة من أولتراس الاهلي بإشعال النار في مشجع الزمالك محمد عبدالمولى خلال مباراة كرة السلة بين الفريقين بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة عن طريق إلقاء الالعاب النارية عليه مما أصابه بتشوهات عديدة ، وكان ذلك بداية العنف ، الذي تلاه رد قاسٍ من الوايت نايتس واقتحامها للنادي الاهلي في الجزيرة وتحطيم السيارات الموجودة أمامه وإجداث تلفيات في منشآت النادي ، وبعد ذلك تعددت وقائع إحراق كل طرف لحافلات تخص الآخر .
وفي العام 2010 وقعت اشتباكات دامية بين الاولتراس والأمن في النادي الاهلي بعد مباراة كفر الشيخ الودية وأسفرت عن وقوع اصابات في الطرفين لينذر ذلك بخطورة الأوضاع وضرورة التصدي لها وفي 2011 شهدت مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر وقعت اشتباكات عنيفة بين الأمن والجمهور بسبب الهتافات المعادية ووصل عدد المصابين الى 180 مصابًا واحتراق 14 سيارة خاصة وسيارتين للامن المركزي .
وجاء العام 2012 ليحمل كارثة مروعة على العشب الاخضر عندما تسببت مجموعات الاولتراس في مجزرة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعًا من جمهور الفريق ، وسبق ذلك رفع لافتات " بلد البالة مجبتش رجالة " من جانب اولتراس أهلاوي لتتلبد أجواء المباراة وتنتهي بواحدة من أفظع الحوادث الرياضية في العالم .
وبعد المجرزة لجأ اولتراس أهلاوي إلى استعراض القوة من خلال قطع خطوط المترو ومحاصرة مبنى البورصة ومحاصرة مكتب النائب العام ، والاعتصام امام مجلس الشعب ، وتوجيه اهانات بالغة للمجلس العسكري وقيادات وزارة الداخلية .
وتفاقمت حدة العنف في 9 آذار مارس 2013 عندما اعترض الاولتراس على محاكمات مجزرة بورسعيد ليقرر اشعال النار في مقر اتحاد الكرة ونادي الشرطة الرياضي ،ونهب وسرقة كؤوس إفريقيا، لتقدر خسائر الجبلاية وحدها بحوالي 20 مليونًا ، فيما لم يتم القبض على أي من المتهمين .
وفي العام نفسه وقعت اشتباكات بين جمهور وايت نايتس وقوات الأمن أمام نادي الزمالك ليسفر ذلك عن وفاة عضو المجموعة عمرو حسين ، وتتطور بعدها الأمور وتصبح علاقة انتقام من جهاز الشرطة بشكل عام .
وفي 2014 شهدت مباراة السوبر الإفريقي بعدما احتفلت الجماهير بالاعتداء على رجال الأمن مما أسفر عن إصابة 25 ضابطًا وأضرار عدة .