المنتخب المصري

القاهرة – حسام السيد على الرغم من إعلان المسؤولين في اتحاد الكرة المصري عن انطلاق الموسم الجديد من الدوري الممتاز لكرة القدم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ، الا أن هناك عدداً من الازمات تعترض بشدة انطلاقة المسابقة وتهدد بشكل كبير استئنافها بعدما تم الغاء الدوري للموسم الثاني على التوالي في الفترة الأخيرة نتيجة الأوضاع الأمنية الراهنة في مصر .
وتبدو الازمة الاولى ممثلة في ملف الأمن في الشارع المصري ، وما تشهده مصر حاليا من تردٍ للاوضاع ما يجعل من الصعب اقامة مباريات كرة القدم وسط هذه الظروف، فضلا عن أن وجود تجمعات كروية كبيرة سيكون ملعبا خصبا للقيام بعمليات ارهابية بعدما نجحت قوات الأمن في اكتشاف اكثر من قنبلة معدة للانفجار في محطات المترو والمحال التجارية والميادين الكبرى ، وهو ما يجعل وزارة الداخلية في مصر ترفض بشدة أي اقتراح لانطلاق المسابقة ولو بدون جمهور .
وتبرز ثاني المشكلات والمتلعقة بامكانية تأهل المنتخب المصري الأول الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل في حالة نجاحه في تخطي عقبة غانا ذهابا وايابا ، وهو ما يعني ان الفراعنة بحاجة الى معسكرات اعداد مثالية للظهور بشكل جيد بعد غياب 24 سنة عن المشاركة في المونديال ، وبالتالي لن يكون هناك مجال لاقامة المسابقة، خاصة أن انطلاقها في وقت متأخر يجعل من الصعب جدا أن يكون هناك ضمانات لاستكمالها كما حدث في نسخة الموسم الاخير .
وثالث الازمات تتعلق بالدستور المصري الجديد ، والذي تعكف لجنة الخمسين على اعداده ، حيث من المنتظر ان يتم الاستفتاء على هذا الدستور خلال الشهور المقبلة وهو ما يثير احتمالات حول اندلاع أعمال شغب نتيجة طرح الاستفتاء على الشعب في ظل حالة الاحتقان السياسي التي تعيشها مصر ، وبالتالي ستكون مهمة الجهات الامنية منصبة على تأمين عملية الاستفتاء وما يسبقها ويتبعها من فترة عصيبة مع منح الأولوية لمسألة الأمن على اقامة مسابقات رياضية .
وهناك أزمة رابعة وهي انتخابات مجلسي الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ، وما يترتب على هذه الاحداث السياسية بصرف النظر عن أي نشاط بخلاف العملية السياسية ، حيث يرغب الجميع في التسريع بالتحول الى النظام الديمقراطي من خلال انهاء ملف الرئاسة والبرلمان على حساب أي امور اخرى .
وتبدو في الأفق أزمة خامسة وهي مشاركة النادي المصري البورسعيدي في مسابقة الدوري الممتاز ، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان مع جمهور النادي الأهلي الذي يرغب قطاع كبير من أفراده المنتمين الى "غروب" أولتراس اهلاوي في الانتقام من جمهور المصري بسبب مجزرة ستاد بورسعيد ، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على عاتق الجهات الامنية التي لن تقبل باستضافة الفريق البورسعيدي في أية محافظة ، وهو ما يزيد من صعوبات انطلاق الموسم الكروي الجديد .
أما الازمة السادسة فتتمثل في التفاف بعض الأطياف السياسية على جمهور الكرة ومغازلة البعض لهم من اجل التمكن من حشدهم نحو مواقف سياسية معينة ، ومحاولة جماعة "الاخوان المسلمون" استقطاب شباب الاولتراس في تأييد موقفهم السياسي الرافض لعزل الرئيس السابق محمد مرسي ، وهو ما تسبب في أزمة كبيرة خاصة ان مظاهرات رابعة العدوية وميدان النهضة شهدت مشاركة من الأولتراس في حين كان البعض يربط بين رجل الأعمال الاخواني خيرت الشاطر وتمويل اولتراس أهلاوي، وكذلك وجود علاقات قوية بين "غروب" وايت نايتس الزملكاوي مع حركة "حازمون" الداعمة للمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبواسماعيل المحبوس على ذمة قضايا تحريض حاليا .
وتبدو الأزمة السابعة أكثر تعقيدا وهي متعلقة بانفجار ظاهرة الأولتراس بعدما هاجم أولتراس أهلاوي مجلس ادارة النادي واللاعبين وحدثت اشتباكات بين أفراد "الغروب" في لقاء ليوبارد الكونغولي ، كما ادى مقتل الشاب عمرو حسين عضو الوايت نايتس الى وجود رغبة قوية لدى الجروب في الانتقام من وزارة الداخلية على الرغم من تقرير الطب الشرعي الذي أثبت ان وفاته لم تكن برصاص تابع للوزارة .
وقد تجمعت هذه الأزمات كلها لتضع عوائق عديدة امام انطلاق المسابقة على الرغم من حالة الجمود التي تضرب معظم الأندية المصرية ، وبالرغم من محاولات مسؤولي اتحاد الكرة ايجاد حلول بديلة عن طريق دورات تنشيطية او غيرها لانقاذ الاندية من حالة الافلاس .