أبوظبي - سعيد الشامسي
تستعد أندية الدوري الإماراتي لكرة القدم بمسماه الجديد "دوري الخليج العربي" للموسم الجديد بقوة، من خلال جملة تعاقدات قوية بلغت 53 صفقة، وتنوعت ما بين جنسيات عدة، وإن كان نصيب الأسد منها قد ذهب إلى البرازيليين برصيد 16 محترف، فيما تقلص رصيد المحترفين العرب إلى 5 لاعبين من بين 22 جنسية مختلفة تلعب في الموسم الجديد.
وأرجع محللون تراجع اعتماد الأندية على اللاعبين العرب إلى التجربة غير الموفقة الموسم الماضي، الذي شهد مشكلات عدة مع لاعبين عرب، أبرزها مغادرة لاعب بني ياس المغربي إسماعيل بلمعلم فريقه من دون الحصول على إذن،
بسبب ظروف عائلية، كما واجه النادي ذاته مشكلة مع لاعب المصري محمد زيدان قبل أن ينجح زميله المصري الآخر محمد أبوتريكة في إسعاد جمهور بني ياس والمساهمة في الحصول على أول بطولة للفريق، هي بطولة الأندية الخليجية، كما لم ينجح الجزائري الأصل ولاعب عجمان كريم كركار في الاستمرار بسبب مشكلاته المالية بصفة مستمرة مع ناديه، في حين نجح بعض اللاعبين لا سيما الموجودين في خط الدفاع، في الاستمرار مع فرقهم وتقديم موسم جيد، لكنه لن يشفع لهم للتجديد الموسم الحالي.
واعتبر مدير إدارة المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم والحارس الدولي السابق عبدالقادر حسن، أن اللاعبين العرب بعيدين عن الاحتراف، أو بمعنى أدق يعيشون مثلما يعيش اللاعبين المحليين غير مهتمين بتطبيق الاحتراف، والالتزام بتطبيق أسس الاحتراف، وأهمها الانضباط والالتزام بتعليمات الجهاز الفني والنوم مبكرًا والعمل على خدمة الفريق أثناء تعاقده معه.
وأوضح عبدالقادر، "لم ينجح اللاعبون العرب الموسم الماضي في إثبات الوجود للعام الثاني في الدوري الإماراتي، لذلك اتجهت الأندية إلى التعاقد مع من يحقق لها مصالحها، سواء بالمستوى الفني أو الانضباطي لتطبيق الاحتراف، ولكي يتعلم منهم الناشئين الصغار وليكونوا قدوة لهم في المستقبل".
وأكد رئيس مجلس إدارة نادي عجمان خليفة الجرمن، أن "بقاء اللاعب المحترف في فرق المحترفين غير مرتبط بجنسية معينة سواء عربي أو أجنبي، وإنما بدرجة العطاء داخل الملعب، ولا يرتبط بأن كان مصريًا أو مغربيًا أو أي لاعب عربي آخر، وبالعكس نجح عدد كبير من اللاعبين العرب الموسم الماضي، ومنهم شيكابالا مع الوصل، وفتوحي مع عجمان، وحسن معتوق وغيرهم، ولكن دائمًا يرتبط وجود اللاعب بتوفيقه في المباريات،ظ وأن نجاح لاعب من جنسية معينة يجعل بقية الأندية تنظر إلى اللاعب والدوري الآتي منه، والمثال على ذلك اللاعب اللبناني حسن معتوق، عندما كان في عجمان لم يتخيل أحد أن يوفق، ولكنه نجح في الوجود الموسم الماضي مع الشعب، ثم تعاقد الأهلي مع اللبناني الآخر يوسف محمد، وسابقًا كان الدوري مهتم باللاعبين الإيرانيين على عكس الوقت الحالي، وبالتالي نجاح لاعب هو سبب انتشار جنسيته في المسابقة والطريق الآن ممهد للاعبين البرازيليين " .
ورأى مدير فريق الوصل السابق حميد يوسف، أن "نجاح لاعب في الدوري غير مرتبط بجنسية معينة، فقد شاهدنا الموسم الماضي نادي بني ياس تعاقد مع تريزيغيه ولم يفعل شيئًا وترك النادي، كما تعاقد النصر من قبل مع لوكا توني ولم يقدم ما يقدمه الآن مع فريق في البطولات الأوروبية، وبالتالي فنجاح لاعب غير مرتبط بجنسيته، وأؤكد أن اللاعب العربي الموسم الماضي قدم موسمًا جيدًا في مختلف الأندية".
وقد حسمت أندية دوري المحترفين كثيرًا من صفقاتها الصيفية، باستثناء عدد قليل من الأندية لا تزال تبحث عن اللاعب السوبر الذي سيكون ورقتها الرابحة العام المقبل، وربما يكون أكثر الأندية استفادة من الصفقات الصيفية هو نادي الشعب الذي تعاقد مع 11 لاعبًا دفعة واحدة، منهم تسعة لاعبين مواطنين ولاعبين أجنبيين، وذلك بشكل مختلف تمامًا عن الموسم الماضي، وكان أسرع الأندية تعاقدًا هو نادي الوحدة الذي أعلن تعاقده مع ثلاثة لاعبين جدد، بقيمة تخطت ثمانية ملايين دولار، بالإضافة إلى الحفاظ على لاعب من الموسم الماضي هو الأسترالي دينو ديغلبيك لينهي ملف التعاقدات مبكرًا.
وأبرمت فرق دوري المحترفين 36 صفقة جديدة، استعدادًا للموسم الجديد، كما تم التجديد لـ18 لاعبًا أجنبيًا ممن لعبوا الموسم الماضي، ليصل عدد اللاعبين الأجانب حتى الآن في الدوري إلى 53 لاعبًا، ويتبقى فقط ثلاثة لاعبين لغلق باب الانتقالات الصيفية للأندية، حيث لا تزال أندية بني ياس ودبي والوصل يبحثان عن المحترف الرابع، وإن كان الأخير يبحث عن بديل للبرازيلي كايو، الذي أُصيب خلال معسكر الإعداد الخاص بالفريق، وسيغيب ستة أشهر عن الفريق، وتفوقت البرازيل في عدد لاعبيها الموجودين في دوري الخليج العربي بـ16 لاعبًا موزعين في الأندية الإماراتية، وتعتبر أندية الإمارات والشارقة هما أكثر الأندية اعتمادًا على اللاعبين البرازيليين، حيث تعاقد كل منها مع ثلاثة لاعبين.
ويضم دوري الخليج العربي 22 جنسية مختلفة، وتأتي أستراليا والأرجنتين في المركز الثاني من حيث عدد اللاعبين، بوجود خمسة لاعبين من كلا الدولتين في الدوري، واحتل المغرب واجهة العرب بوجود ثلاثة لاعبين من أصل خمسة لاعبين من العرب.