برازيليا ـ رامي الخطيب
واصل المنتخب الأسباني انتصاراته ، وفاز على نظيره النيجيري بثلاثية من دون رد في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الأحد على ملعب بلاسيدو أديرالدو كاستيلو، في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية في كأس القارات بالبرازيل ، وبهذه النتيجة تصدرت أسبانيا المجموعة بالعلامة ، واحتلت أوروغواي المركز
الثاني برصيد 6 نقاط ، بينما ودعت نيجيريا البطولة بفوز واحد على تاهيتي .
جاءت المباراة قوية وحماسية بين المنتخبين، وقدمت نيجيريا أفضل أداء لها في البطولة ولم تلجأ للدفاع أمام أبطال العالم ، وشكل لاعبوها خطورة على مرمى أسبانيا التي قدمت أدائها المعتاد، وأحرز الأهداف جوردي ألبا هدفين(د 3) (د 88 ) وتوريس (د 62) ، وهو الهدف الخامس له في البطولة .
مواجهتان من العيار الثقيل ينتظرهما عشاق كرة القدم ، إذ يواجه الماتادور الأسباني الأزوري الإيطالي ثاني المجموعة الأولى في الدور قبل النهائي، في لقاء يعيد إلى الأذهان نهائي الأمم الأوروبية العام الماضي، بينما يواجه أوروغواي منافسه البرازيل متصدر المجموعة الأولى، في لقاء بنكهة لاتينية .
لم يغير المدير الفني للمنتخب الأسباني ديل بوسكي، من طريقة لعبه أو تشكيله الأساسي الذي لعب به مباراة أوروغواي ، حيث لعب بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي سولدادو كرأس حربة صريح ، ومعه بيدرو من الجهة اليمنى ، وفابريجاس في الجبهة اليسرى ، ودفع بفالديز في حراسة المرمى بدلا من كاسياس .
وفي المقابل دخل ستيفان كيشي مدرب نيجيريا اللقاء ، وهو يأمل في تحقيق الانتصار الصعب حتى يعبر لقبل نهائي البطولة ، ولعب بنفس طريقة منافسه 4-3-3 بتقدم الثلاثي جوزيف أكبالا كمهاجم من المنتصف ، وأحمد موسى من الجهة اليسرى ، وايدي براون من اليمنى .
جاءت البداية ملتهبة بين الفريقين ، ففي الدقيقة الأولى نجح إنييستا في الإختراق من الجهة اليسرى ، ولكن الحارس النيجيري إينيياما إستطاع إنقاذ تسديدته ببراعة .. وفي الدقيقة الثالثة يتناقل لاعبو اسبانيا الكرة ببراعة ، لتصل لإنييستا مررها بينية لجوردي ألبا الذي راوغ ثلاثة لاعبين وأودعها الشباك النيجيرية بسهولة ، محرزا الهدف الأول للماتادور.
خيب نجوم نيجيريا توقعات المتابعين بأن يسيطر الأسبان ، ويحرزوا المزيد من الأهداف .. ولم يكن الهدف المبكر محبطا لهم ، واندفعوا للهجوم السريع مستغلين تقدم لاعبي إسبانيا وأحدثوا كثافة عددية على بيكيه وراموس ، وأضاع جون أوبي ميكيل فرصة هدف محقق في الدقيقة 11 عندما تباطئ في تسديد الكرة لتصطدم بدفاع المنافس ، ثم حول فالديز حارس إسبانيا تسديدة صنداي مبا إلى ركنية .
قرأ كيشي مدرب نيجيريا أداء المنتخب الأسباني جيدا ، ولذلك اعتمد على الهجمات المرتدة السريعة عند استخلاص الكرة لاستغلال الاندفاع الهجومي للمنافس الذي يهاجم بسبعة لاعبين ، مما خلق مساحات خالية حاول استغلالها لاعبو نيجيريا ، وشكلوا خطورة مستمرة على مرمى فالديز بفضل قوتهم وسرعتهم .
لم تختلف طبيعة أداء المنتخب الاسباني من حيث الاعتماد على التمريرات القصيرة المتقنة ، وإنهاء الهجمة بتمريرة بينية للمهاجمين .. واختلف ذلك في الدقيقة 26 فقط عندما انفرد سولدادو من تمريرة أمامية ، ولكنه سدد في المكان الذي يقف فيه الحارس إينيياما ، وعاد المهاجم الأسباني ليضيع انفرادًا اَخر بعدها بدقائق .
على الرغم من خطورة الهجمات الأسبانية، لكن نيجيريا كانت ندا قويا ، وخاصة من الجهة اليسرى التي شغلها أحمد موسى أفضل لاعبي النسور خلال هذا الشوط ، وبادلوا الماتادور الهجمات وشكلوا خطورة حقيقية على أسبانيا، وشهدت الدقيقة 39 أخطر فرصة في الشوط لأسبانيا عندما انطلق بيدرو من الجهة اليمنى ، ومرر كرة عرضية قابلها فابريغاس بقدمه لترتد من القائم الأيسر لأحضان الحارس إينيياما، لينتهي الشوط بهدف دون رد لصالح أبطال العالم .
لم يجر ديل بوسكي وكيشي أي تغيير مع بداية الشوط الثاني ، وواصل المنتخب النيجيري تألقه وهاجم لاعبوه بقوة بغية إحراز هدف يعيدهم للمباراة مرة أخرى ، وكاد أكبالا أن يحقق مرادهم في الدقيقة 51 ولكنه فشل في السيطرة على الكرة ، ليهدر فرصة سهلة للنسور .
أمام الضغط النيجيري لم يجد ديل بوسكي سوى اللجوء للبدلاء ، ودفع بديفيد سيلفا وتوريس بدلا من فابريجاس وسولدادو في محاولة لتنشيط الأداء الهجومي مرة أخرى ، وإعادة السيطرة الميدانية المفقودة ، ولم تمر سوى دقيقتين على نزول توريس ، وقابل عرضية بيدرو برأسه من الوضع طائرا في الدقيقة 62 سكنت الزاوية اليسرى لإنيياما محرزا الهدف الثاني لإسبانيا.
أصاب الهدف الثاني النيجيريين بالإحباط ، وسيطر مصارعو الثيران على مجريات المباراة وسط محاولات فردية من ميكيل لاعب نيجيريا ودفع كيشي بالمهاجم محمد جامبو بدلا من أكابالا ويضيع جامبو إنفراد في الدقيقة 74 ومرت تسديدته بجوار القائم الأيسر لفالديز .
انتاب الغضب الأسبان على الأداء الجيد الذي قدمه نجوم نيجيريا فأرادوا إحراز المزيد من الأهداف وهو ما تحقق في الدقيقة 88 عندما تلقى جوردي ألبا أفضل لاعب في المباراة تمريرة بينية انفرد على أثرها وراوغ إنيياما ووضعها بسهولة في المرمى مستغلا حالة الإحباط التي انتابت نجوم نيجيريا لتنتهي المباراة بفوز اسبانيا بثلاثيةمن دون رد .