مشكلات أمنيَّة تُهدِّد انطلاقة الدوري المصريّ الممتاز

القاهرة – حسام السيد ينطلق قطار الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، بعد فترة توقف استمرت لشهور عدة، وكادت أن تتسبب في إفلاس عدد كبير من الأندية المصرية، خاصة الفقيرة التي تعيش على المبالغ المالية العائدة من وراء بيع حقوق بث المباريات، أو شركات الرعاية وتبرعات رجال الأعمال المرتبطة باستمرار النشاط الكروي في مصر، غير أن بداية المسابقة لم تحمل حلاً لجميع الأزمات المتعلقة بالدوري، وإنما استمتر الأزمات في ملاحقة المسابقة حتى من قبل بدايته.
وجاءت أزمة الموافقات الأمنية لتلقي بظلالها على ضربة البداية بعدما تم نقل مباريات عدد من الأندية الى ملاعب بعيدة لدواعٍ أمنية.
وكشفت المصادر عن ان وزارة الداخلية وافقت على مضض على انطلاق الدوري في ظل الطروف الأمنية الراهنة، مع التأكيد على ان احتمالات الغاء المسابقة قائمة في أي وقت، خاصة بعد ان شهدت مصر تفجيرات "ارهابية" في مديرية أمن الدقهلية، والتي أسفرت عن مصرع 12 شخصًا وإصابة المئات.
والطريف في الأمر أن مديريات الأمن في المحافظات المصرية المختلفة هي التي تقوم بإلاشراف على تأمين المباريات، وهو ما يعني احتمالات استهداف ملاعب كرة القدم للقيام بأعمال إرهابية مماثلة، ونظرًا إلى استمرار أزمة الموافقات الأمنية المتعلقة بالملاعب فقد دعت لجنة أندية الدوري الممتاز ورئيسها الدكتور كمال درويش لعقد اجتماع مع مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم ووزارة الرياضة لوضع خطة واضحة تضمن استكمال المسابقة حتى نهايتها، من دون أن تتسبب الملاعب والموافقات الأمنية في إلغاء المسابقة أو تعطيلها.
وإلى جانب ذلك، ظهرت أزمة روابط جماهير الأولتراس التي ترغب في كسر قرار وزارتي الداخلية والرياضة بمنع الجماعير من حضور المباريات في الملاعب بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة في البلاد، حيث نشرت رابطة أولتراس "وايت نايتس" التي تشجع فريق الزمالك بيانًا عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تؤكد فيه أنها ترغب في الوجود في المدرجات لتحفيز اللاعبين، وأن الاستمتاع بالكرة في المدرجات حق أصيل للجماهير، لتمهد الطريق الى العودة إلى الملاعب رغم قرار المنع.
وأعلنت مصادر أمنية ان مباراة الزمالك والمصري في ملعب عجرود التابع للجيش المصري في محافظة السويس مستهدفة بقوة، وأن هناك احتمالات كبيرة لقيام أولتراس أهلاوي بالاعتداء على لاعبي المصري انتقامًا لمجزرة ستاد بورسعيد خاصة أن محافظة السويس التي تستضيف المباراة هي مسقط رأس كريم جونيور أحد قيادات الأولتراس الأهلاوي الذين لقوا حتفهم في ستاد المصري مطلع شباط/ فبراير 2012 ، وهو ما دفع رئيس نادي المصري للتفكير في استخدام طائرة هليوكوبتر في نقل لاعبي الفريق خلال مباريات الدوري.
وظهَرَت في الأفق أزمة البث الفضائي لمباريات المسابقة لتفجر الخلافات بين وزارة الرياضة واتحاد الكرة والأندية بعدما تم رفض عدد من العروض المقدمة من جانب قنات فضائية معينة ليتم الاستقرار على بث المباريات عبر التلفزيون المصري مقابل 70 مليون جنيه، غير ان الثغرات القانونية بدأت تظهر في الصورة لتعطل الصفقة التي تمثل طوق النجاة للأندية التي ستحصل على النصيب الأكبر من هذه المبالغ المالية بعد أن رفض عضو مجلس الجبلاية أحمد مجاهد التوقيع على محضر أعمال الاجتماع، وبعد ان هدَّد أكثر من طرف بتقديم شكوى لدى النائب العام بخصوص ثغرات قانونية متعلقة بمسألة بيع مباريات الموسم الجديد للتلفزيون المصري.
وتبقى الأحداث السياسية المقبلة في مصر كأبرز العقبات التي يمكنها تعطيل مسيرة الدوري، حيث من المرجح وبقوة أن يتم إيقاف المسابقة خلال فترات الاستفتاء على الدستور الجديد، وخلال انتخابات البرلمان والإنتخابات الرئاسية، فضلاً عما يترتب على هذه الاستحقاقات من أحداث أمنية من تظاهرات واعتصامات وعمليات شغب قد تعصف بمصير المسابقة في أي وقت