انطلاقة الدوري المصري

القاهرة – حسام السيد بدأت ملامح الغموض تحيط بمصير مسابقة الدوري المصري الممتاز من جديد وتغلفه بالتهديد، بعد ان شهدت الأيام الماضية حوادث عدة تؤكد صعوبة انطلاقة المسابقة لموسم 2013 / 2014 على الرغم من البداية التي كانت مبشرة باعلان انتخابات لجنة للاندية لادارة المسابقة واختيار لجنا فرعية منبثقة عنها للعمل في الموسم الكروي الجديد ، حيث فشلت جهود القائمين على العمل في مجلس ادارة اتحاد الكرة " الجبلاية " في حسم الملفات الشائكة التي تقطع الطريق امام المسابقة والتي باتت مرتبطة بأربع وزارات مختلفة في مصر .
وتعتبر عقبة الموافقة الأمنية لوزارة الداخلية المصرية أكبر المعوقات التي تعترض انطلاق المسابقة ، ولا يمكن ان تقام أي مباراة سواء بحضور الجماهير او عدمه بدون التامين اللازم للاعبين والحكام والاجهزة الفني وغيرها ، وحتى الان ترفض وزارة الداخلية بقيادة اللواء محمد ابراهيم منح موافقة رسمية على انطلاق الدوري بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في مصر في الفترة الأخيرة ووجود مظاهرات سياسية في انحاء متفرقة ما يجعل من الصعب تحمل أعباء اضافية في مباريات كرة القدم التي يمكن أن تكون ساحة مناسبة لمزيد من أعمال الشغب ، كما أن رفض الوزارة اعطاء الموافقة مرتبط بمواقف سابقة من عودة جماهير الأولتراس الى المدرجات والتعدي على رجال الداخلية ، وكان اخر هذه المواقف المناوشات التي وقعت في مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا عندما اضطر الأمن الى الاشتباك مع الجماهير في ملعب "المقاولون العرب" واستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الجماهير من أمام بوابات الملعب .
وتأتي وزارة الدفاع كحجر عثرة يهدد انطلاق المسابقة الرياضية الأهم في مصر ، حيث ترفض القوات المسلحة منح موافقات باقامة المباريات على الملاعب العسكرية وهي برج العرب والدفاع الجوي وستاد السلام وملعب الكلية الحربية وملعب جهاز الرياضة العسكري على الرغم من سهولة تأمين المباريات في هذه الملاعب ، حيث تسببت هتافات الاولتراس السياسية ضد المجلس العسكري السابق واهانة رموز المؤسسة العسكرية بشكل عام في أوقات سابقة في رفض تواجد المباريات على الملاعب ، ورفض المسئولين في الوزارة مغازلة البعض للفريق أول عبدالفتاح السيسي بان يلعب دورا في انطلاق المسابقة وتدعيم قوات الداخلية بشرطة عسكرية ومجندين لاقامة المباريات بسبب المواقف السابقة للجماهير وهو ما اجبر النادي الاهلي والزمالك على خوض مباريات دوري أبطال أفريقيا في ملعب الجونة وتحمل مشقة السفر واللعب في ستاد غير ملائم وبدون انارة ، كما تصر القوات المسلحة على رفع قيمة ايجار الملاعب في الأوقات العادية لأرقام لا تتحملها خزائن الأندية التي تعاني من ازمات مالية طاحنة ولا تملك ملاعب مجهزة .
وتأتي العقبلة الثالثة متمثلة في موقف وزارة الرياضة بقيادة طاهر أبوزيد الذي رفض التوسط لدى الجهات المسئولة لانتزاع موافقة على اقامة المباريات كما فعل سلفه العامري فاروق في نسخة الموسم الماضي ، حيث أرجع البعض مواقف أبوزيد الى عدم رغبته في مساعدة الأندية التي تحتاج الى المسابقة بشدة لانقاذها من الافلاس بسبب وجود حالة عداء بينهما على خلفية رفض الاندية للائحته الأخيرة والتي اعتبرها البعض تدخل سافر في عمل الجمعيات العمومية ، وبعد أن تحالفت الاندية وعلى رأسها الاهلي والزمالك ضده مع اللجنة الأولمبية ، مما أدى في النهاية الى تجميد العغمل باللائحة بنااء على خطاب رسمي من اللجنة الأولمبية الدولية ، كما ان قيام مجالس ادارات الأندية بشكواه الى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء جعله ينفض يده عن النشاط الكروي ويكتفي بدور المتابع فقط .
وجاءت وزارة الشباب لتنهي على الكثير من حلم عودة السابقة بعد أن نجحت في اطلاق دوري مراكز الشباب بموافقات أمنية وملاعب لتجعل الامن يكتفي بالموافقة على المسابقة التي يشارك بها 13 ألف لاعب وتقام في مدة 6 أشهر لتصرف أنظار الجميع عن مسابقة الدوري والاهتمام بالمسابقة الوليدة بعد أن نجح الوزير خالد عبدالعزيز في اقناع الجميع بان دوري مراكز الشباب مشروع قوي لاكتشاف المواهب المصرية ووضع ميزانية مناسبة لضمان نجاحه ، ليبقى مصير الدوري المصري الممتاز معلقا بما سوف تسفر عنه الأحداث المقبلة بالنسبة للاستفاء على الدستور وانتخابات البرلمان والرئاسة وصراع اللوائح .