مدريد – هناء الوكيل
مدريد – هناء الوكيل
أنقذت رأس إيسكو النجم الملكي الجديد والصاعد في سماء الكرة الأسبانية، ريال مدريد من حمى بداية الدوري الإسباني بعدما خطفت فوزاً صعباً بنتيجة 2-1 على ريال بيتيس المكافح في المواجهة التي أقيمت بينهما على ملعب البرنابيو مساء الأحد في افتتاح مشوار الفريقين في الدوري الإسباني .
تقدم مولينا لبيتيس في الدقيقة 14 ،وتعادل بنزيمة لريال مدريد في الدقيقة 26 قبل أن تظهر رأس إيسكو القاتلة في
الدقيقة 86 لتخطف الفوز للفارس الأبيض وتمنحه النقاط الثلاث.
صدم ريال أنشيلوتي كل عشاقه ومحبيه بعدما قدم أداء غير مقنع بالمرة وقدم مباراة غير متوقعة، لا تليق بكم النجوم الموجودة في الفريق وبكم التوقعات التي سبقت انطلاقة الليغا لتقديم الفريق لموسم قوي.
وفي المقابل، فاجأ ريال بيتيس الجميع بأداء أكثر من رائع، لاسيما في الشوط الأول ،ولولا تراجعه في الشوط الثاني وبعد أخطاء مدربه في التغييرات لتغير الحال كثيرًا.
شهد اللقاء الكثير من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل والتي تتلخص في إلغاء هدفين أحرزهما بيركويز مدافع بيتيس في مرماه بداعي تسلل بنزيمة في ظاهرة نادرة الحدوث، وتغاضي الحكم عن ركلة جزاء لبيتيس في الشوط الأول نتيجة دفع كارباخال لسيدريك داخل المنطقة.
فاجأ أنشيلوتي الجميع بإشراك دييجو لوبيز في حراسة المرمى بدلاً من كاسياس ،ووضح إعتماده على طريقة 4-3-3 من خلال الدفع بالرباعي مارسيلو وراموس وبيبي وكارباخال في الدفاع ، واعتمد في الوسط على إيسكو وخضيرة ومودريتش ،في حين تكفل الثلاثي رونالدو وبنزيمة وأوزيل بمهام الهجوم.
حاول بيبي ميل تأمين فريقه في هذه المواجهة أمام الملكي في عقر داره ،فاعتمد على طريقة 4-2-3-1 للحد من خطورة الريال،ومنح الرباعي توريس وبيركويز وباولاو وناتشو مهمة الدفاع ،وإعتمد على الثنائي ماتي ونوسا كمحوري ارتكاز،أمامهما الثلاثي خوان فران وفيردو وسيدريك،وإكتفي بمولينا كرأس حربة وحيد.
بدا الضغط المدريدي واضحا من اللحظة الأولى، وهو أمر طبيعي ، لكن ما لم يكن طبيعياً هو الهجوم من بيتيس ،والذي كاد معه مولينا يخطف التقدم من ضربة رأس رائعة تصدى لها لوبيز ببراعة في الدقيقة 4،وعاد وأنقذ مرماه من إنفراد لنفس اللاعب في الدقيقة 9.
سيطر الريال ظاهرياً على مجريات اللقاء ،لكن هذه السيطرة لم تشكل خطورة حقيقية على مرمى بيتيس أندرسن لسببين أولهما التنظيم والتركيز الدفاعي القوي للضيوف مع نصب مصيدة تسلل ناجحة،والثاني هو وجود مشكلة في الخط الأمامي للملكي في ظل غياب تام لأوزيل وأداء استعراضي لرونالدو وتوهان لبنزيمة الذي وقع في التسلل ثلاث مرات في 10 دقائق، إضافة إلى عدم وجود معاونة من لاعبي الوسط للهجوم.
أصاب الأداء الهجومي لبيتيس الريال بالارتباك ولاسيما على مستوى الدفاع بفضل تحركات نوسا وخوان فران وسيدريك ومن أمامهم مولينا .
في الدقيقة 14 ومن إحدى الهجمات المنظمة لبيتيس انطلق سيدريك في شوارع الريال واخترق منطقة الجزاء وسط حراسة، ومرر عرضية لمولينا الذي حولها مولينا في مرمى الريال معلنا هدف التقدم،وبعد الهدف أهدر فيردو فرصة التعزيز وسط ارتباك مدريدي.
تحرك الريال بشكل أفضل عقب الهدف، وأهدر لاعبوه، لاسيما بنزيمة أكثر من فرصة لكنه نجح أخيراً في الدقيقة 26 في إهداء التعادل للريال بعد انفراده بمرمى بيتيس إثر تمريرة ماكرة من إيسكو .
أعاد الهدف المباراة إلى ما كانت عليه قبل هدف بيتيس الأول ، واستعاد بيتيس خطورته الهجومية وأنقذت العارضة مرمى الريال من هدف ثان من رأسية قوية للنيجيري الخطير نوسا ، وكشفت الهجمات الخضراء مدى تدهور حالة الدفاع الأبيض .
فرض بيتيس قبل نهاية الشوط الأول سيطرته التامة على مجريات اللقاء وسط غياب تام للنصف الأمامي لريالد مدريد بقيادة رونالدو، وشلل كلي في النصف الخلفي الذي ترك الساحة للضيوف كي يفعلوا ما يحلو لهم أمام مرمى لوبيز.
لم يدفع الأداء المتواضع للريال في الشوط الأول، أنشيلوتي للتفكير في التغيير ،لكن الملكي دخل الشوط الثاني بشكل أفضل وأنقذت العارضة هدف من تسديدة قوية لرونالدو في أول دقيقة بهذا الشوط.
أهدر الثنائي رونالدو وبنزيمة على التوالي فرصة التقدم في الدقيقة 52 بعدما مرت أمامهما عرضية مارسيلو وهما أمام المرمى بشكل غريب.
بدا بيتيس متحفظاً وحذراً عما كان عليه في الشوط الأول واكتفى بالمرتدات معتمداً على سرعة انطلاقات سيدريك ونوسا وخوان فران.
اضطر أنشيلوتي لإجراء تغييره الأول في الدقيقة 55 بإشراك كاسيميرو محل خضيرة الذي خرج متأثراً بإصابة في القدم،لكن ميل مدرب بيتيس رد بتغيير غريب بسحب أحد أفضل لاعبيه سيدريك وإشراك كارلوس بيريز.
واصلت الكرة معاندتها لرونالدو بعدما اخترق المنطقة وإستقبل تمررية من أوزيل سددها مباشرة تصدى لها الحارس أندرسن ببراعة في الدقيقة 68.
نتيجة للغياب غير المبرر لأوزيل وعدم ظهوره بمستواه اضطر أنشيلوتي لسحبه وإشراك دي ماريا ،ورد بيتيس بتغيير ثان بإشراك فاديللو بدلاً من خوان فران .
على الرغم من التراجع الكبير للاعبي بيتيس للخلف، ظلت هناك بعض لمحات الخطورة الهجومية والتي كان أبرزها رأسية نوسا غير المراقب داخل منطقة الجزاء، ألقي بيبي ميل ورقته الأخيرة في الدقيقة 77 بإشراك رودرغجيز محل فيردو.
مع اقتراب اللقاء من نهايته فرض ريال مدريد سيطرته التامة وأهدر نجومه الكثير من الفرص، ودفع أنشيلوتي بموراتا بديلاً لبنزيمة الحاضر الغائب.
وفي وقت ظن فيه الجميع أن اللقاء سيذهب للتعادل، ارتقت رأس إيسكو فوق الجميع لتحول عرضية مارسيلو داخل شباك ريال بيتيس في الدقيقة 86، ولم يحدث أي جديد عقب الهدف، لينتهي اللقاء بفوز قيصري للريال في بداية مشوار يبدو أنه سيكون شاقاً وصعبًا على الملكي.