سباق الخيل البريطاني "غراند ناشونال" في إنجلترا

انتهى سباق الخيل البريطاني الشهير المعروف بسباق الحواجز الوطني الكبير أو "غراند ناشونال" الذي ينطلق سنويًا بالقرب من ليفربول في إنجلترا، بفوز حصان "ميني كلاودز" الأيرلندي، بالمركز الأول بنتيجة 25/1، مقابل حصان "سنتار" بنتيجة 25/1، الذي حل في المركز الثاني، وجاء "مونبغدود" في المركز الثالث بنتيجة 40/1.

وانطلق السباق السبت الماضي، في تمام الساعة 16:15 مساء، وسط هتافات الحشود البريطانية التي توافدت من جميع أنحاء بريطانيا، على مضمار "إينتريه"، وطوله 7.2 كم، للمراهنة على 39 حصانًا أصيلًا، يتنافسون على قفز 30 حاجزًا على جولتين، وسقطت العديد من الخيول المتنافسة على مدى المضمار الذي يبلغ طوله حوالي أربعة ميل، وثلاث ونصف فرلونغ (وحدة تعادل 1/8 من الميل)، واحتل الفارس الأيرلندي، ليغتون أسبيل، الصدارة دون منازع بحصانه "ميني كلاودز".

وعلق الفارس الأيرلندي البالغ من العمر 38 عامًا حامل اللقب الماضي عقب الفوز الحالي، قائلًا: "ينتابني شعور رائع، وبالتأكيد سنحتفل الليلة بالفوز".

وأكدت مكاتب المراهنات في بريطانيا، أنَّ البريطانيين وضعوا أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني في الرهانات على السباق وحده، كما أنَّ هناك الكثير من البريطانيين الذين راهنوا على الفارس الأيرلندي، الذي فاز بالبطولة 19 مرة، آبي مكويي، الذي تعهد بالتقاعد إذا فاز حصانه "شاترفروندور"، الذي حل في المركز الخامس بنتيجة 6/1.

ومع ذلك لم يكن سباق "غراند ناشونال" هو نهاية الحلم بالنسبة إليه، لاسيما أنَّه سيتنافس على سباق آخر على مدى الأسبوعين المقبلين قبل أن يتقاعد في نهاية الموسم الحالي.

وقد راهن الكثير من البريطانيين على حصان "ميني كلاودز" الذين احتفلوا عند فوزه بالمركز الأول وغمرتهم فرحة لا توصف، حيث ستعود المراهنات عليهم بعوائد جيدة، وكان من بين الحضور حفيدة الملكة إليزابيث الثانية، زارا فيليبس، وزوجها مايك تيندل، الذين أعربوا عن سعادتهم بالنتيجة، وبعبور حصان "ميني كلاودز" خط النهاية.

كما أعربت مكاتب المراهنات عن ارتياحها لعدم فوز حصان "شاترفروندور" وإلا كانوا واجهوا دفع ما يزيد عن 100 مليون جنيه إسترليني؛ لأنه كان الحصان المفضل الأول للبريطانيين، وكان مكتب المراهنات الأول في بريطانيا قد دفع وحده 30 مليون جنيه إسترليني، حيث تمكن من تسجيل أعلى أرقام للرهانات، خصوصًا أنَّه كان يتلقى 25 ألف رهان في الدقيقة قبل بداية السباق.

وأوضحت مكاتب المراهنات أنَّ السباق استطاع أن يحقق رقمًا قياسيًا، من حيث عدد المراهنات هذا العام، والتي فاقت الأعوام الماضية، مشيرة إلى أَّنها بعضها سيضطر لدفع 13 مليون جنيه إسترليني، كعوائد للمراهنين المحظوظين الذين دعموا الحصان الفائز.

وأضاف المتحدث باسم مكاتب المراهنات جون ايفان ديوك: "سجل السباق رقمًا قياسيًا من حيث شعبيته التي جاءت كاسحة مقارنة بالأعوام الماضية؛ ولكنه لا يعد عامًا قياسيًا بالنسبة إلى مكاتب المراهنات؛ لأنهم سيدفعون الكثير من العوائد، للمراهنين، ولكن هناك ما يكفي في الخزائن للاحتفال هذه الليلة".

وتابع ديوك: "ماكوي هو رمز رياضة سباق الخيول، وعلى الرغم من أنَّه لم يتمكن من الفوز في هذا السباق، إلا أنَّ انجازاته على مدى الأعوام الـ20 الماضية لا مثيل لها، والتي تتجاوز أي فارس آخر، فهو أعظم فارس في كل العصور، ويستحق لقب ملك الفرسان".

وتميز هذا السباق الذي توج المهرجان الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور آلاف البريطانيات اللائي تألقن، بأزياء راقية وأنيقة، واستطعن لفت الأنظار بجاذبيتهن، وتأكدن أنهن تركن انطباعًا رائعًا.

وحرصت مختلف النساء على ارتداء أزياء عصرية تناسب الموضة متأنقة، كما لو كن في حفل زفاف، فتنوعت الفساتين، بين القصيرة المنسابة على قصة أوسع، وبين الفساتين الطويلة من الحرير، فضلًا عن ارتدائهن مجموعة رائعة من الإكسسوارات الرائعة والكعوب العالية جدًا الأنيقة. 

وتميَّزت معظم الفساتين بطباعة الأزهار التي حازت على شعبية واسعة، ربما لأنها تناسب درجات الحرارة المرتفعة، فيما اختارت بعض السيدات ارتداء الفساتين البسيطة من اللون الواحد، كما اخترن ارتداء الشالات المبهرة و القبعات الكبيرة الرائعة، التي اختلفت من سيدة لأخرى، اللائي تشبثن بقبعاتهن، بسبب هبوب الرياح في صباح ذلك اليوم.

واهتمت إدارة مضمار "إينتريه" بوضع العديد من القواعد الصارمة المتعلقة بالزي هذا العام، كجزء من التدابير الرامية إلى إضافة بعض المظهر المرفه لهذا الحدث الذي عانى في الأعوام الأخيرة، كما هدَّدت بطرد أي مصور يلتقط الصور للمراهنين وهم في حالة سكر.

وصرَّح العضو المنتدب في التحضير لحدث هذا العام جون بيكر: "كان الحدث هذا العام مليئًا بالروح المرحة، وجو المتعة، فهو يعبر عن صميم الشخصية البريطانية، وتقع على عاتقنا مسؤولية إبراز الصورة الصحيحة".

وتألقت الشخصية الإعلامية، جودي كيد، من القناة الرابعة البريطانية، وهي ترتدي فستانًا أحمر قصيرًا من تصميم مصممة الأزياء البريطانية الشهيرة، سوزانا، ومعطف أسود من الساتان، وارتدت قبعة رائعة من العلامة التجارية "مايفير"، وارتدت خاتم من اللون الفيروزي الرائع الذي حل مكان خاتم الزواج، بعد انفصالها عن ضابط الجيش، ديفيد بلاكيلي، بعد أربعة أشهر من الزواج.

وبيَّن ماكوي الحاصل على المركز الثاني والبالغ من العمر 40 عامًا عندما تحدث بشأن احتمال تقاعده في وقت سابق هذا الأسبوع: "أحيانا أشعر بالحزن حيال ذلك، هناك أيام كنت أتمنى ألا  تنتهي؛ ولكن هذا هو الواقع، وأعلم في أعماقي أنَّ التقاعد هو الشيء الصحيح، على الرغم من أن معنوياتي منخفضة للغاية".

واستطرد "منذ أن كنت طفلا، كنت قادرًا على فعل الشيء الذي أحبه، وسيتملكني إحساس مختلف، عندما أشعر أني لا أتمكن مجددًا من فعل الشيء الذي أحببته".

وتم تكريم ماكوي من قبل رئيس إدارة مضمار "أنتريه"، روز باترسون وحصل على طبق سجل عليه العشرون سباقًا التي فاز بهم ضمن سباق "جراند ناشونال" مع صورة مصاحبة لجميع الخيول.