الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

أكد الكاتب الأميركي ديفيد ايجناتيوس أن قادة الإمارات نجحوا في بناء دولة عصرية تأخذ بكل أسباب التحضر والمدنية، وأن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لديه رؤية ثاقبة، وأفكار متقدمة، تقود بلاده إلى مزيد من التقدم.

وأكد أن الإمارات تعد نموذجا للدول التي تود العيش في سلام، وتؤسس لقيم المحبة والتسامح، فهي دولة عصرية، ترحب بجميع الجنسيات على أرضها، وتدعو الجميع للقدوم إليها، وهي تبعث بذلك رسائل لمن يود العيش في سلام.

وأعرب إيجناتيوس عن إعجابه بالإمارات، ووقوفها في مواجهة التطرف، وتكثيف جهودها لمكافحته، ومحاربة الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن الحرب ستكون طويلة، وعلى العرب أن يقرروا كيف يمكن محاربة هذه المجموعات، فقد تستمر هذه الجماعات في الظهور لأعوام طويلة.
ورأي ديفيد إيجناتيوس أن الإمارات تقف بحزم في وجه التطرف ليس بوجودها في التحالف الدولي لمحاربة "داعش" فحسب، ولكن بالخطاب المعتدل للشباب لتوضيح تعاليم الإسلام السمحة، وأوضح أن الإمارات وحلفاءها في الخليج أمامهم العديد من التحديات، نظرا للفوضى المنتشرة في الشرق الأوسط، والتي تريد أن تزعزع الأمن في المنطقة برمتها.

وأضاف أن من الأشياء التي أحبها عندما جاء إلى الإمارات العام الماضي محاولتها الحثيثة لمخاطبة عقول الشباب، وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، ومحاربة التطرف من جذوره، ولا يختلف اثنان على الجهود التي تبذلها الحكومة الإماراتية في محاربة الأفكار المتطرفة، فهؤلاء الشباب يتأثرون بما يرونه في الفيس بوك والمواقع، ويعتقدون أن هذا هو الإسلام، وهذه ليست حقيقة الإسلام، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة تحتاج إلى توعية مستمرة.

وأشار إلى أن ظهور المزيد من الجماعات المتطرفة قد يزيد التوتر في المنطقة، وعلى القادة في الشرق الأوسط التعاون، وتكثيف الجهود لمواجهة خطر تجنيد الشباب العربي، وتزايد الجماعات المتطرفة والوقوف على أسبابها.

ولفت ايجناتيوس إلى أن الإمارات تعد الدولة النموذج التي حددت لنفسها مسارا صعبا، وأخذت على عاتقها مسؤولية حماية أبنائها من التطرف فهي تحارب العنف والتطرف، وتدرك تماما أن ما يحدث في المنطقة قد يكون له تأثيره السلبي في المستقبل.

وأضاف أن الإمارات ترسي نموذجا للتعايش والسلام، رغم ما يحيط بالمنطقة من جميع الاتجاهات، فهناك "داعش" من جهة، ومن جهة أخرى الحوثيون وإيران ورغم هذا الدولة مستمرة في محاربة التطرف بنجاح كبير.

وأوضح الكاتب الأميركي " إن قلق الإمارات فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني مشروع ومقدر، بل ويجب عليهم أن يقلقوا بالطبع من عدم التزام إيران، وأن الجزء المهم والإيجابي في اتفاق إيران مع مجموعة خمسة زائد واحد هو إلزام إيران بالشفافية والتفتيش الدوري على الأسلحة النووية، ويجب الوثوق بالعلماء المسؤولين عن هذه الاتفاقية، والذين يؤكدون أنهم سيكونون قادرين تماما على اكتشاف أي خروقات من الجانب الإيراني لهذا الإطار".

وبين إن واشنطن حاولت إقناع الإمارات بأهمية الاتفاق، فيما كان الشيخ محمد بن زايد يتحدث مع أوباما بحزم عن مخاوف المنطقة ومعه كل الحق".

وأشار ايجناتيوس إلى أنه لا بد من إبرام هذا الاتفاق الملزم مع إيران، لأنه أفضل ما يمكن تحقيقه، وإذا تم إفشال الاتفاقية فأننا نفقد الفرصة لمراقبة برنامج إيران النووي، والحد منه.
وأوضح إنه يجب وضع بنود ملزمة لإيران، والتعامل معها بحسم في حالة خرقها للبرنامج النووي أو خرق أحد بنود الاتفاق، ويمكن التحقق عن طريق التفتيش المستمر.

ولفت الكاتب إنه يؤيد تماما ما فعلته الولايات المتحدة الأميركية لدعم حلفائها في منطقة الخليج في حربهم ضد الحوثيين المدعومين من إيران، والذين حاولوا إثارة الفوضى والبلبلة في المنطقة".
وأكد أن الأزمة في اليمن كانت بمثابة اختبار لأوباما لدعم حلفائه في المنطقة، فما كان منه إلا أن قدم الدعم للحملة العسكرية التي استمرت ثلاثة أسابيع.