أكد وزير السياحة التونسي جمال قمرة هنا اليوم أهمية تطوير السياحة البينية العربية كرافد أساسي لدعم جهود بلاده في هذا القطاع ومواجهة الصعوبات الراهنة التي يشهدها حاليا لاسيما بعد العمليات الارهابية التي شهدتها بعض المناطق التونسية مؤخرا. وقال قمرة خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم بمقر الحكومة ان تنمية التعاون العربي في القطاع السياحي كان من المواضيع الرئيسية التي تناولتها الدورة ال16 للمجلس الوزاري العربي للسياحة الذي عقد مؤخرا بالمنامة. وأعرب عن رغبة تونس في بناء استراتيجية عربية لتطوير السياحة البينية التي اعتبرها "رافدا اساسيا وقطاعا واعدا للتنمية نعمل على تطويره سواء في مجال الحركة السياحية أو في الاستثمار المشترك". وأشار وزير السياحة التونسي الى أنه "كان قد تم اقرار الكثير من المشاريع الاستثمارية مع دول عربية خليجية شقيقة الى حانب العديد من الوعود الاخرى في هذا المجال" الا أنه ذكر أن "الكل ينتظر مصير الحوار الوطني في تونس". ودعا في هذا الصدد الى اتمام هذا الحوار وانجاحه قبل الربيع المقبل لتوضيح الرؤية السياسية تمهيدا لاستقبال المشاريع الاستثمارية الخليجية في القطاع السياحي بتونس. وأعرب الوزير التونسي عن الاسف الشديد لوقوع عمليتين ارهابيتين مؤخرا في محافظتي سوسة والمنستير "في الوقت الذي بدأ فيه القطاع السياحي التونسي يشهد نموا وانتعاشا ملحوظين" داعيا الى الوقوف الى جانب هذا القطاع "الحيوي والهام للاقتصاد التونسي". وأعلن قمرة بالمناسبة أن وزارة السياحة التونسية رصدت ميزانية خاصة لمساعدة أصحاب الفنادق في تونس على اقتناء التجهيزات الامنية الضرورية وتعزيز المنظومة الامنية السياحية والفندقية وتنظيم حملات مراقبة وتفقد للمنظومة الامنية داخل الفنادق. وذكر أن وزارة السياحة التونسية قامت بالتعاون مع الجهات الاخرى المعنية بتكوين خلية أزمة لمواجهة الوضع وتأمين الاحاطة النفسية بالسياح المقيمين حاليا بتونس الى جانب خلية أخرى داخل الفندق الذي كان مستهدفا في عملية سوسة الارهابية علاوة على الاهتمام بالمنظومة الامنية بالفنادق. غير أن الوزير التونسي لم يستبعد الغاء عدد كبير من الحجوزات في أعقاب هذه العمليات الارهابية مشيرا الى "تعاطف سفارات العديد من الدول الشقيقة والصديقة وعدد كبير من وكالات الاسفار مع تونس في هذا الحادث الذي استهدف قطاعا استراتيجيا وحيويا يعد العمود الفقري للاقتصاد التونسي". ودعا وزير السياحة التونسي الى ضرورة اتحاد كل الاطراف من أجهزة أمنية ومنظومة الحراسة الفندقية وادارة ومهنيين ومكونات المجتمع المدني من أجل "الوقوف صفا واحدا لحماية السياحة التونسية من خطر الارهاب"