شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة مؤخراً إعادة افتتاح قوس النصر (أركو دا روا أوغوستا) بعد إجراء أعمال التجديد والإصلاح. وأعلنت هيئة السياحة في لشبونة أن الجولة لم تعد تقتصر على مرور السياح من أسفل قوس النصر فقط بل يمكنهم حالياً الصعود إلى أعلاه والمشي على منصة مراقبة تم إضافتها خلال عمليات التجديد والإصلاح. ويصل السياح إلى هذه المنصة عن طريق مصعد حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالة رائعة على ميدان “براكا دو كوميرشيو” بالإضافة إلى مشاهدة البلدة القديمة “بياكسا” والكاتدرائية, وقلعة “كاستيلو دي ساو خورخي”, ونهر تاغة. ويوجد بداخل قوس النصر صالة (سالا دو ريلوغيو) التي تضم أحد المعارض الفنية التي تروي تاريخ قوس النصر. وأعلنت هيئة السياحة بالعاصمة البرتغالية أن منصة المراقبة بقوس النصر تستقبل السياح يومياً من الساعة 09:00 إلى الساعة 19:00, وتبلغ تكلفة تذكرة الدخول حوالي 3.5 دولار أميركي. وجدير بالذكر أن قوس النصر هو شكل بناء مؤلف من قوس أو أكثر منحني أو حتى مستقيم ليشكل ما يعرف ببوابة النصر مرفوع على مجموعة أعمدة وقد يختلف التصميم والشكل لكنه ثابت من حيث المبدأ, وهو مبني ليكون صرح يرمز لنصر في المعركة أو الحرب أو أحيانا ترفع من أجل حاكم أو ملك, ويعود أصول فكرة القوس إلى العصور الرومانية, ومن بعض أمثلة الأقواس: قوس تيتوس في روما وهو أول قوس وتم انشائه سنة 82 م, وقوس النصر في باريس وهو من أشهر الأقواس المعروفة, وقوس النصر في بوخارست, وقوس النصر (اللاذقية) في سورية, وقوس النصر في بغداد, وبوابة الهند في نيودلهي, وقوس الأخوان فيليني في ليبيا, وقوس ماركوس أوريليوس في ليبيا. ويذكر أن أركو دا روا أوغوستا ( قوس النصر ) في لشبونة الذي شيد في عام 1873, وصممه النحات الفرنسي انتوين كالميلز, وقد نحت عليها تسعة تماثيل تدل على التاريخ الاجتماعي والسياسي للبرتغال, وتشمل فاسكو دا غاما الذي اكتشف الطريق البحري إلى الهند في 1498, والفاريس Pereiea نونو الذين ساعدوا البرتغالية الاستقلال عن أسبانيا, وماركيز دي Pombal السياسي الذي شارك في اعادة اعمار لشبونة بعد زلزال مدمر في 1755. ولشبونة هي عاصمة البرتغال منذ عام 1256 وأكبر مدنها, وتقع في محافظة لشبونة في وسط البلاد على ساحل المحيط الأطلسي, ويبلغ عدد سكان لشبونة المدينة حوالي 547,631 نسمة اما في التجمعات السكانية المجاورة فيبلغ. وتضم العديد من الميادين والكاتدرائيات والمعالم التاريخية والمقاهي والمحلات بالإضافة إلى العمارة المعاصرة, وتقع لشبونة على سبعة تلال, وتتواجد في إحداها صومعة بيليم Torre de Belem الذي شيد عام 1515 لحماية ميناء لشبونة, وقد اعتبرته اليونسكو ارثا عالميا, وقد صممه الاخوة ارودا وشيده الملك مانويل الأول, وهو واحد من المعالم التاريخية المثيرة في تلك المنطقة, وبيليم التي تعني باللغة العربية بيت لحم هي النقطة التي انطلق منها فاسكو دي غاما في رحلته التي استمرت سنتين واكتشف فيها رأس الرجاء الصالح وبالتالي الطريق إلى الهند, وهو الأمر الذي عزز مكانة البرتغال العسكرية والمالية.