على الرغم من سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة السياحة لإنقاذ الموسم السياحي مما لحق به من أضرار نتيجة التأزمات الداخلية والإقليمية، يتطلع المعنيون للإهتمام بنوع آخر من السياحة، وهي السياحة التجميلية ، التي  دخلت على خط المنافسة السياحية من بابها العريض، بعد أن ازداد روادها بشكل مضطرد في الأعوام الأخيرة، حتى باتت من أهم المنتجات السياحية التي يتم التعويل عليها في اجتذاب السياح، لا سيما من البلدان العربية. وأهمية هذا المنتج ينبع من خبرات الأطباء اللبنانيين وكفاءتهم في هذا المجال، والذين باتوا ينافسون نظرائهم من الأوروبيين والعرب، كما الدور الكبير الذي تلعبه مراكز التجميل الكبرى المتخصصة التي تجمع بين الخدمات الطبية التجميلية والرفاهية، واهتمام المستشفيات اللبنانية بهذا النوع من العمليات الجراحية ، كان لها الوقع الأبرز في إثبات موقع لبنان على صعيد التجميل واحتلاله مركزا متقدما في خريطة السياحة التجميلية العالمية. و"صيت" الطبيب اللبناني سبقه إلى المحافل الدولية، وهو السّباق في مواكبة آخر التقنيات الحديثة في هذا المجال كما أنه معروف بمتابعته لآخر المستجدات العلمية التي تهم اختصاصه عبر حضوره المؤتمرات الطبية، لا سيما في البلدان الأوروبية.وبحسب مصادر "سياحية" فإن عمليات التجميل أصبحت من عناصر الجذب الرئيسية لزيارة لبنان، خاصة أنها تعتمد على الموارد البشرية، إضافة إلى  طبيعة لبنان المميزة، ما يدفع السائح لزيارة البلد لهدفين في آن معا ، يشجعه على هذا الأمر انخفاض أسعار وبدلات المعاينة والعمليات في لبنان مقارنة مع الأسعار التي تعتمد في أوروبا وعدد من البلدان العربية. وقد زادت نسبة إجراء العمليات التجميلية خلال السنوات الخمس الأخيرة بصورة ملحوظة، والتي اجتذبت المغتربين اللبنانيين، والذين يفضلون تلقي العناية الصحية في لبنان، في الوقت نفسه الذي يزورون فيه بلدهم، كما السائحون العرب والأجانب.وتقول الإختصاصية في الأمراض الجلدية جويس عزار في حديث إلى "لبنان 24" إن "لبنان معروف بريادته في مجال السياحة الطبية، وهو يستقطب الكثير من الخليجيين والعرب وكذلك المغتربين الذين يفضلون القدوم إلى لبنان بهدف الحصول على أفضل خدمة طبية في مجال التجميل والعناية بالبشرة" . وتشرح عزار أن "كفاءة الأطباء اللبنانيين وتميزهم وانفتاحهم على الثقافات المتنوعة ووجود طواقم تمريض على أعلى مستوى من الكفاءة، وتعاطيهم الشخصي لجهة تعاطفهم مع المريض العربي والخليجي، شجعت الوافدين على المجيء الى لبنان لتلقي العناية الطبية الخاصة".ورأت أن "الوافد الخليجي يحرص على الحصول على موعد لدى الطبيب اللبناني الذي يؤمنه له بشكل أسهل وأسرع، على عكس ما يحصل معه مع الأطباء الاوروبيين، إذ قد يضطر المريض إلى انتطار شهور عدة كي يحصل على موعد هناك، كما أكدت على أن بعض الأطباء والمؤسسات الصحية الخاصة تحرص على تأمين تسهيلات للمريض من لحظة مجيئه من المطار وحتى تلقي العلاج والعناية الطبية إلى حين المغادرة". وتشير عزار إلى أن "معظم الأطباء اللبنانيين يحرصون دوريا على حضور مؤتمرات عالمية بهدف مواكبة آخر العلاجات والتقنيات الحديثة، ومن ثم يعملون على استيرادها لاستخدامها في لبنان في نفس الوقت التي تستخدم في أوروبا، ما يضفي مزيدا من الثقة من جانب المريض اللبناني كما الخليجي أو العربي".وتختم بالقول: "على عكس الأوضاع الإقتصادية المتردية، لم يتأثر قطاعنا كثيرا، لكن الوضع الأمني الذي عاشه لبنان في خلال الصيف منع العديد من عملائنا الخليجيين من الحضور للمعاينة ، سيما في شهري آب وأيلول".