القاهرة ـ وكالات
أكد عدد من مسئولي وزارة السياحة المصرية والمستثمرين العاملين فى هذا المجال اليوم الاثنين أن احداث العنف التى يشهدها ميدان التحرير ومحافظات القناه لليوم الخامس أدت لزيادة المخاطر السياسية ،وهو الأمر الذى انعكس سلبا على حركة السياحة بالبلاد ،بل ودفع وزارة السياحة لتأجيل المؤتمر الخاص بعرض نتائج اعمالها لعام 2012 . وقال مجدى سليم وكيل وزارة السياحة المصرية ورئيس هيئة تنشيط السياحة الداخلية فى مكالمة هاتفية مع وكالة الاناضول للأنباء اليوم الاثنين ان احداث العنف التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن أثرت سلبا على حركة السياحة ،مشيرا الى أن هذا القطاع بالغ الحساسية تجاه أية اضطرابات سياسية . وقال سليم "هذه الاحداث لم تؤدى فقط لإلغاء حجوزات السياح الاجانب التي كان من المتوقع قدومها لمصر خلال يناير وفبراير ،بل تسببت أيضا فى عدم وجود حجوزات جديدة ، مؤكدا على أن هذا أمر متوقع فى ظل حالة القلق الأمني التي تمر بها البلاد ، حيث يتجنب السائح البلاد التى تعانى من اضطرابات أمنية." وأضاف "معدل الاشغالات بالفنادق تراجعت لتتراوح ما بين 10% الى 20% خلال شهر يناير الجارى ، بسبب أحداث العنف والاشتباكات الاخيرة ،في حين كان الوضع أفضل في المناطق السياحية البعيدة عن العاصمة القاهرة ومنطقة القناه حيث بلغ المعدل 58% بمدينة الغردقة و57 % بشرم الشيخ . وشدد سليم في تصريحاته للأناضول على أن قدرة الوزارة على استرداد السياحة المصرية لمعدلاتها فى عام 2013 مرهونة بعودة الهدوء والاستقرار الأمني والسياسي للبلاد ، لان حركة السياحة لن تتحسن الا بتحسن الاوضاع السياسية . وأشار سليم للأناضول إلى أن حركة الاقبال السياحي فى 2012 ارتفعت لمعدلات تقترب من أعلى معدلات النمو السياحي للبلاد الذى حققته فى عام 2010 والذى يعتبر عام الذروة بالنسبة للسياحة المصرية ،حيث حصلت فيه مصر على مركز ضمن افضل 18 مقصدا سياحيا فى العالم ، وكانت الأولى فى شمال أفريقيا . وأستقبلت مصر فى 2012 نحو 11 مليون سائح حقق ايرادات للدولة تبلغ نحو 12 مليار دولار. ويعد قطاع السياحة واحدا من ابرز موارد النقد الأجنبي بالبلاد ،الى جانب موارد اخرى منها الصادرات والتحويلات الخارجية وقناة السويس . ورغم تأثر مصر بأحداث عنف الا أن وكيل وزارة السياحة المصرية قال ان السياحة المصرية استفادت من الاحداث الجارية بالمنطقة ،فاغلب السائحين الذين وفدوا لمصر فى 2012 كانوا من الدول العربية المتأثرة باضطرابات سياسية مثل سوريا وليبيا واليمن وفلسطين ، كما احتلت السياحة الروسية المرتبة الاولى من حيث اعداد السائحين من الدول الاجنبية . من جانبه قال عادل عبد الرازق عضو مجلس ادارة الاتحاد العام للغرف السياحية فى مكالمة هاتفية مع وكالة الاناضول للأنباء اليوم إن احداث العنف التى تمر بها البلاد من شأنها ان تؤثر سلبا على حركة السياحة الوافدة خلال الفترة القادمة. وقال عبد الرازق "مجرد عودة الخيام ومظاهر الاعتصام والمليونيات بميدان التحرير أدت الى تراجع حركة الاشغال الفندقية خلال شهر يناير ،بل ان التراجع طال المدن البعيدة عن العاصمة ،وعلى سبيل المثال تراجعت الحركة بشرم الشيخ والغردقة بنسبة تتراوح ما بين 5 الى 7% مقابل أرقام شهر ديسمبر الماضي" وأضاف ان تصاعد وتيرة الاحداث وتزايد العنف ادى لإلغاء الحجوزات التى كان من المتوقع ان تفد للبلاد خلال شهر فبراير القادم ، واذا استمرت الاوضاع السياسية على نفس الحال فإنه من المتوقع تراجع حركة السياحة الوافدة بشكل كبير خلال الفترة القادمة . وتوقع على غنيم عضو الاتحاد العام للغرف السياحية فى مكالمة هاتفية مع وكالة الاناضول للأنباء اليوم أن تؤثر الاوضاع السياسية الراهنة على خطط المستثمرين بقطاع السياحة للنهوض به وتحقيق معدلات نمو حركة السياحة في فترة ما قبل الثورة .