القاهرة ـ وكالات
إذا غضبت الطبيعة فلا يستطيع بشر إيقافها، فقد أجبر الإعصار ''ساندي'' شركة مصر للطيران على إلغاء الرحلتين 985 و 986 على الخط بين ''القاهرة نيويورك''، ويشاء القدر أن تحل الذكرى 13 لكارثة ''سقوط الطائرة المصرية'' قبالة السواحل الأمريكية في نفس الوقت. ففي 31 أكتوبر 1999، أقلعت الرحلة 990، للطائرة 'بوينج B 767-300' التابعة لشركة مصر للطيران، وعلى متنها '217 راكبا' بينهم طاقم الطائرة و 'وفد عسكري' من 33 فرد، كان في فترة تدريب بالولايات المتحدة، ويضم نخبة من خبراء مصر في مجالات الطاقة والنفط. وعلى الرغم من تأخر إقلاع الطائرة لـ'ساعتين'، مما أدى لعدم إدراجها على جدول الرحلات المغادرة للأراضي الأمريكية، إلا أن الركاب صعدوا بهدوء ويسر، تعلن المضيفة عبر الميكروفون 'طاقم الطائرة يرحب بكم ويتمنى لكم رحلة ممتعة، برجاء ربط حزام الأمان استعدادا للإقلاع'، وفي كابينة القيادة يستعد الطيار 'أحمد الحبشي' والمساعد 'جميل البطوطي' ومعهم 'عادل أنور و رؤوف محي الدين' لبدء الرحلة. 'توكلت على الله'.. نطقها المساعد طيار 'جميل البطوطي' في كابينة القيادة، ويسجلها 'الصندوق الأسود'، مر حوالي نصف ساعة على الإقلاع وفجأة 'يتعطل جهاز الطيار الآلي'، يرتبك طاقم الطائرة قليلا ويفكرون في العودة للمطار؛ فالساحل ليس بعيد عنهم، ولكن الارتباك يسود أكثر فأكثر، وفجأة.. يصطدم شيء بالطائرة.. تسقط الطائرة في المحيط وتنفجر، ويتناثر حطامها قبالة السواحل الأمريكية. أظهر تقرير هيئة السلامة الأمريكية 'بدعم من مكتب التحقيقات الفيدرالي وشركة بوينج وخفر السواحل الأمريكي' التقاط 'الصندوق الأسود' لجملة البطوطي 'توكلت على الله'، وخلصت في تحقيقها إلى 'نية الانتحار وإسقاط الطائرة'، وهذا يعني إخلاء مسئولية الجهات الأمريكية، وتحمل شركة 'مصر للطيران' للمساءلة والتعويضات، فضلا عن الإضرار بسمعة الشركة عالميا. وإلى جانب التقرير المشوه، تعمد إظهار 'البطوطي' بصورة المختل، واتهامه بالتحرش بمضيفات الطائرة، وهو ما نفاه زملائه وأقاربه، وإقرارهم بحسن سمعته وتدينه، وشهادة أصدقائه أنه من أكفأ الطيارين؛ فهو يعمل بالشركة منذ 1987، وكان قبلها 'طيار مقاتل' في القوات الجوية، وقضي أكثر من 15 ألف ساعة طيران وتدريب للطيارين أغلبها على طائرات 'بوينج'. التقرير المصري أظهر أن 'جهاز الطيار الآلي' أصابه العطل ثلاث مرات في رحلات داخلية بين 'لوس أنجلوس' و'نيويورك' قبل الرحلة '990'، ولم يكن ضمنهم 'طاقم البطوطي'، إضافة إلى تعمد تأخير الرحلة لساعتين كاملتين، ترتب عليها عدم إدراجها على خريطة الرحلات والإبلاغ عن خط سيرها، و بالتالي عدم إدراجها على شبكة أجهزة إنذار الدفاع الجوي، فيتم التعامل معها 'بالصواريخ' كطائرة معادية. حادث الطائرة تم التعتيم عليه فترة طويلة، حتى أعادت النيابة العسكرية فتح التحقيق في القضية في يوليو 2011، واتهامات لنظام مبارك بالتواطؤ والصمت عن 'كارثة الطائرة المصرية'، وفي الذكرى العاشرة للحادث، أصدرت صحيفة 'يونايتد برس' الأمريكية تحقيقا قالت فيه أن 'الرادارات الأمريكية وراء حادث سقوط الطائرة' في حادث هو الأسوأ في تاريخ رحلات الطيران المصرية.