بغداد - صوت الإمارات
أطلق مبرمجون عراقيون صفحة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان “تطبيق مقبرة”، فيما بينوا أن التطبيق سيكون متاحا على الأجهزة الذكية قريبا.
وبحسب صورة التطبيق، فإنه يمكّن من حجز مساحة دفن داخل مقبرة “وادي السلام” في النجف والتي تعد أكبر مقابر العالم.
ونشرت الصفحة مقالا بعنوان “شنو هو (ما هو) تطبيق مقبرة؟”، قالت فيه “التطبيق راح يساعدك تحجز قبرك بسهولة واختيار المساحة المناسبة ونوعية البناء والدفع عبر وسائل الدفع الإلكترونية، حيث يمكنك حجز مساحة لقبرك خلال مدة لا تتجاوز 3 دقائق استلام بيانات قبرك من خلال التطبيق”.
ونوهت إلى أنه “في حال أشرت إلى أحد أصدقائك بتعليق وشاركت المنشور سوف تحصل على خصم، وصديقك، يصل إلى 20 بالمئة عند حجز مساحتك الخاصة”.
ومقبرة وادي السلام هي أحد مقابر المسلمين وتقع في مدينة النجف في العراق، وتعد أكبر مقابر العالم حيث تغطي مساحتها سبع مئة هكتار وتحتوي حسب تقديرات على ما يقارب ستة ملايين قبر وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي. وقد حظيت المقبرة بشهرة واسعة بسبب الأحاديث والروايات التي تحكي عن فضلها، مما جعل الشيعة يرغبون في أن تكون هذه المقبرة مثواهم الأخير.
وتطبيق “مقبرة” يأتي بعد إطلاق تطبيق عراقي آخر أثار تفاعلا كبيرا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر الماضي تحت اسم “تمّن وقيمة”، وهي أكلة عراقية شعبية تعني الرز مع الحساء المدقوق بالحمص واللحم وتقدم عادة أيام عاشوراء.وتقدّم تطبيق “تمّن وقيمة” العراقي في متجر أبل، بعد 4 أيام من طرحه الشهر الماضي، محتلا المرتبة الـ36 في تطبيقات الأكل والشرب في المتجر الأميركي ومتفوقاً على تطبيقات عالمية مثل ماكدونالدز وكوكا كولا.
وسخرت صفحة على فيسبوك:
تطبيق مقبرة للعراقيين.. اختر قبرك، صممه، زينه، حسنا نتمنى لك موتاً هنيئا.
واعتبر معلق:
شكراً لجهودكم، أخيراً أحلامي أصبحت حقيقة والحياة بدأت تتطور وتصير سهلة بحيث حتى قبرك تستطيع أن تحجزه.. زين بلا زحمة.
وأكد معلق:
أسوأ مدينة للعيش بغداد أكثر دولة ينتشر فيها الفساد العراق أكثر دولة فيها عمليات إرهابية العراق أكثر دولة من حيث الحرارة العراق أكبر مقبرة في العراق.
وقالت معلقة:
قدر العراق حكامه؛ كلهم ناقصون، لا أحد منهم حاول بناءه وإعماره.
العراق يحتضر
وانتقد آخر:
هذا مو (ليس) قدر العراق.. هذا جهلنا وتخلفنا اللذان وصلا إلى هذا الحد، نفوسنا المريضة، كره بعضنا البعض، أحقاد ما قبل التاريخ التي نتحاسب عليها الآن، الغرب وأوروبا وروسيا يصفّون حساباتهم بأرضنا وعلى حساب حضارة بلادنا ونحن ندفع الثمن بدم شبابنا.
وقال مغرد:
أردنا العراق وطناً لا مقبرة لأبنائهِ.
وجزم مغرد:
العراق.. مقبرة.. “تواليت” بلا منافذ ويرغمونك على التنفس.. حينما يكون قتل الأبرياء مشاعا يكون الوطن هكذا.
وقالت متفاعلة:
كان العراق بلد الحضارات… وأصبح اليوم مقبرة الأولياء، كان أهله أعظم البنائين وأفضل من بنى حضارة… وأصبح أهله أفضل لطامين وخير من بكى على الأطلال، خذوا مراقد أمواتكم وأعيدوا لي وطني…
وأسف مغرد:
العراق يحتضر. ولا يوجد قبر يسعه إلا قلوبنا. إن نبضها حبه، لذلك لم ولن يموت.
وعبر متفاعل عن قهره:
العراق يحتضر
العراق في بلدي عزرائيل ضجر من تلك المهنة المتعبة! بنادق رملت أجسادا تبحث عن رصاص والعطر المفضل للنساء هو البارود، حلم الطفل عندما يكبر أن يكون شهيدا، الموت يمدد إقامته.
فيما شبه مغرد بلاده:
العراق حاليا مثل سفينة تيتانيك.. الأثرياء يستعدون للهروب بقوارب النجاة، وبقية العامة في قاع السفينة ينتظرون الموت.. وما زالت هناك فرقة موسيقية تطبل وتزمر لآخر لحظات الكارثة.
من جانب آخر تساءل مغردون إن كان العرض يشمل خدمات الدفان علي العمية الكعبي الذي يزاول عمله في مقبرة وادي السلام. ويعتبر الدفان أحد أكثر مثيري الجدل في العالم الافتراضي العراقي وأكثرهم غرابة ويتابع صفحته على موقع فيسبوك أكثر من نصف مليون متابع.
ويتداول معلقون جملته الشهيرة الساخرة “ادعولي بالرزق والعافية”، في تعبير تهكمي عن دفنه للموتى وعمله المتوقف على نهاية حيواتهم.
وقد شغل الكثيرين الذين عدّوه ظاهرة اجتماعية إنسانية تجسد النظرة العراقية للموت في ظل تكرره إلى الحد الذي صار مجرد خبر موت أحدهم غير مفزع ولا يثير الأحاسيس ذاتها مثلما كان يفعل الخبر ذاته في سنين قليلة سابقة.
ولا يرى العمية مانعاً في أن يعرض أعماله عبر صفحته خصوصاً مع ازدياد شهرته حيث بدأ يستعرض مميزات الدفن والغسل والتكفين عنده وصولاً إلى نوع المرمر الذي يزين به القبر ولونه ومنشئه، بصور وعبارات مثل (قبر إيطالي/ مرمر) أو (ما هو رأيكم في هذا القبر).