الشارقة

تمتلك إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، 16 متحفًا، أكبرهم "الحضارة الإسلامية"، والذي تستطيع تتبع جذور الدين من خلال تاريخه العالمي، فالشارقة غنية بالثقافة والحضارة، كما أنها تعدّ المكان المثالي لجذب العائلات، لا سيما أنها المكان الوحيد في الدولة الذي لا يُقدّم فيه المشروبات الكحولية.

وقرّرت الشارقة استبدال المباني الشاهقة في وسط العاصمة، والتي يحتلها حاليًا المؤسسات المالية، بالمباني الحجرية ذات الطراز التقليدي، المكون من طابق أو طابقين لخلق فوهة ثقافية. ويستند المشروع بأكمله على الخطط التاريخية لمدينة الشارقة، مع التصميم المعماري الذي يأخذ إلهامه من بريق الخمسينات. بحلول عام 2025، سيكون هناك أربعة متاحف، وفندق فاخر والعديد من الأسواق والمعارض الفنية والمطاعم.

وتشكل جزء كبير من المنطقة بالفعل، مع المحلات الصغيرة قبالة الأزقة المرصوفة بالحصى التي تبيع التحف والأكشاك، فيما يبيع الحرفيون الحلويات التقليدية. وهذا المشروع هو واحد من التطورات السياحية الأكثر أهمية في الإمارة التي تنفذّها "الشروق"، مجموعة الاستثمارات الحكومية برئاسة بدور بنت سلطان القاسمي، ابنة حاكم الشارقة المتعلمة في بريطانيا.

وتلعب "الشروق" دورًا فعالًا في ملء ساحل الشارقة مع الجذب السياحي المناسب للعائلات. ويمكن النظر إلى معظم هذه المعالم، من جزيرة النور، بما في ذلك المباني الحكومية المذهلة، والحديقة المائية التي سوف ينتهي العمل بها قريبًا ومدرج جزيرة المجاز. ثم هناك القصباء، وشارع المطاعم الصاخب. وفي الليل، يصبح خلية من النشاط إذ تتجمع العائلات الشابة للاستمتاع بالحياة الليلية. وهناك العديد من السكان المحليين، والسياح الذين يحصلون على قوارب من أجل جولة الإبحار في البحيرة. وهناك المطعم الذي يُقدّم الغذاء اللبناني بزهر الليمون، وهو واحدًا من المطاعم التي لها إطلالة على الواجهة البحرية لمجاز، حيث النافورة الراقصة. ويمكنك أن تحجز محاضرة خاصة في مسجد النور، المفتوح لغير المسلمين، للتعرف على الدين في الشارقة.

وكشفت الحفريات الجارية في منطقة المقابر التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي وغيرها عن أدلة على وجود مستوطنات قديمة، وهناك العديد من المواقع المفتوحة التي تتيح لك مشاهدة الإبل البرية التي تتجول في مدينة مليحة. وللذين يبحثون عن روح المغامرة، عليهم التجول في الكثبان الرملية لمليحة في سيارة دفع رباعي على الطرق الوعرة للوصول إلى كامل روك وفوسيل روك، وهما من المواقع الرئيسية لرؤية المناظر الطبيعية الصحراوية.

ويستغرق السفر إلى خورفاكان، ساعتين من القيادة في الصحراء والجبال القاحلة للوصول من مدينة الشارقة إلى خور فاكان على الساحل الشرقي، جنبًا إلى جنب مع مدينة كلباء، وتحاط خور فكان بالكامل من قبّل إمارة الفجيرة على الرغم من أنها تنتمي إلى الشارقة. والمنطقة معروفة بمواقع الغوص، ولكن هناك أيضا الطيور في مركز الفرائس وحديقة للحفاظ على الحياة البرية، وكلاهما من المعالم الشعبية للعائلات.

وفي الطريق، عليك زيارة سوق الجمعة، وهو موقف للتسوق للسكان المحليين، وواحد من أرخص الأماكن لشراء السجاد. وهناك أحد المقاهي العادية لتناول ماء جوز الهند والفواكة وباراثاس كرالان.

أما طعم الحياة الإماراتية الأصيلة في خور فاكان، تجدها مع فاطمة مغني، وهي جدة شبه متقاعدة تدير مشروعًا منزليًا محليًا، وتقضي فاطمة ساعات في التحدث عن ميراثها من الأسرة وتقاليد الشعب الإماراتي أثناء تقديمها أكواب صغيرة من القهوة العربية، متبلة بالهيل، والذي حصلت عليه من متحف العائلة الذي تخزن لثلاثة أجيال. وتقدم في طعامها الأرز والسمك المشوي، والعطور للضيوف قبل أن يغادروا. ولكن كرم الضيافة الإماراتي لا يتوقف عند هذا الحد، ففي صالة فاطمة المزخرفة، تقدّم لك العديد من الحلويات المختلفة والمزيد من القهوة.