شرم الشيخ-أ ش أ
السلام لكل العالم" .. رسالة كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، يقرأها من يزور شرم الشيخ بمجرد أن تطأ قدماه "مدينة السلام" ، في محاولة لاستعادة السياحة الخارجية مرة أخرى إلى مدينة غنية بالمناظر الطبيعية الخلابة وتنبض بالحياة، فهي قبلة للسائحين من شتى أرجاء العالم؛ لما تحويه من مقاصد سياحية فريدة.
وفي ظل الاحتفالات التي يشهدها العالم بأعياد الميلاد، وكذلك احتفال العالم العربي والإسلامي بالمولد النبوي الشريف، جاءت رسالة السلام والترحيب بالسائحين من قلب مدينة شرم الشيخ؛ لتبث الطمأنينة في نفوس السائحين العرب والأجانب، وتؤكد عودة الأمن إلى كافة ربوع مصر.
وخلال زيارة وفد من الإعلاميين والصحفيين لمدينة شرم الشيخ ضمن مبادرة "أعرف بلدك" التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة مؤخرًا لتنشيط ودعم السياحة الداخلية، رصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط، آراء العاملين في مبادرات الحكومة لعودة السياحة، وكذلك المقترحات والمتطلبات من أجل جذب السائح الأجنبي مرة أخرى.
ووسط منطقة "خليج نعمة" أشهر المناطق التجارية في قلب مدينة السلام، والتي تعتبر من أهم المناطق التجارية، حيث تحوي العديد من البازارات والأسواق والمطاعم ودور السينما، انتشرت المطبوعات ولافتات الترحيب بالسائحين، وأخرى كتب عليها "السلام لكل العالم"، تنادي بعودة السياحة مرة أخرى. وعلق أحمد عبد المنعم - يعمل بأحد البازارات السياحية - قائلاً "رسالتنا هي رسالة سلام وترحيب من أجل بث الطمأنينة في قلوب السائحين من كافة دول العالم"، مؤكدًا أن "الاستقرار الأمني الذي تشهده مصر هو ما دفعنا إلى إعلان رسالتنا للعالم حتى تعود السياحة مجددًا".
وأضاف "أشعر أن الوضع سيتحسن الأيام المقبلة، لأن الفترة الأخيرة شهدت تدفق عدد ليس قليلاً من السائحين وخاصة من أوكرانيا، وأيضًا السائحين العرب".
وعن مبادرة الحكومة لدعم وتنشيط السياحة الداخلية ، قال إسماعيل ممدوح - صاحب أحد البازارات - "مبادرة رائعة، وساهمت بشكل كبير في عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى"، متمنيًا عودة السائحين الأجانب والعرب إلى جانب السياحة الداخلية.
من جانبه، أشاد محمد إبراهيم – الذي يعمل بأحد المحال التجارية بمنطقة خليج نعمة - بمبادرة "أعرف بلدك"، قائلاً "كان الوضع صعبًا في حركة التجارة خلال الأشهر الماضية ، لقد عانينا كثيرًا من قلة السائحين الوافدين إلى المدينة، ولكن المبادرة ساهمت بشكل ملحوظ في زيادة حركة البيع والشراء، فضلاً عن زيادة السياحة الداخلية إلى شرم الشيخ".
وحول اقتراحات العاملين في المجال السياحي من أجل تنشيط السياحة وعودة السائحين الأجانب ، قال محمد عبد الله – مرشد سياحي – "نحتاج إلى استاد رياضي يضاهي أكبر الاستادات في أوروبا وأمريكا وكذلك استاد دبي، فالعالم يعشق كرة القدم، وسيأتي السائحون من جميع أنحاء العالم ليس فقط للمتعة الكروية، إنما للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تتمتع بها شرم الشيخ، وكذلك لزيارة المقاصد والمزارات السياحية، مضيفًا "مصر تمتلك الطبيعة الخلابة، كما يوجد بها ثلث آثار العالم ، الأمر الذي يجعلها حقَا قبلة للسياحة في العالم"، مشددًا على ضرورة توفير مصادر متعددة إلى جانب الطبيعة التي منحها الله إلى مصر.
ووسط الجبال والطبيعة المبهرة، قال عبد الله "كما ترى، نحن في أحضان طبيعة كفيلة بأن تجعل شرم الشيخ أولى المقاصد السياحية على مستوى العالم ، لأنها تحتوي على مجموعة نادرة من الجبال متعددة الألوان، والصحاري الخلابة، فضلاً عن الشعاب المرجانية النادرة وأنواع الأسماك المختلفة في مدن شرم الشيخ ودهب وطابا وسانت كاترين والكثير من المناطق المطلة على البحر الأحمر"، مطالبًا وزارة البيئة بضرورة إعداد خطة للحفاظ على الشعاب المرجانية، والمحميات الطبيعية لأنها تمثل ثروة حقيقية، كما طالب بتقديم مزيد من الخدمات حتى تصبح مدينة متكاملة لخدمة السائحين.
فيما قال عماد عاصم - مالك أحد المقاهي بخليج نعمة - "شرم الشيخ أرض خصبة للعديد من الاستثمارات، وتمتلك المقومات التي تجعلها عاصمة تجارية على مستوى عالمي"، مطالبًا بضرورة إنشاء مشروعات تجارية ضخمة ، الأمر الذي يضع المدينة في مقدمة المدن التجارية والسياحية في آن واحد، وأضاف "يمكننا أيضًا إطلاق حملات إعلامية عبر كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التعريف بأهم المزارات والمناطق السياحية في مصر ، وكذلك التعريف بالمشروعات التي يمكن إنشاؤها في شرم الشيخ ، كما تروج الكثير من الدول في العالم لمعالمها السياحية عبر كافة وسائل الإعلام".
وبين آراء واقتراحات، وبين مبادرات من الحكومة ومطالب من العاملين في السياحة .. ستبقى هناك رسالة .. "رسالة السلام" تهديها أرض الكنانة للعالم أجمع من قلب شرم الشيخ مدينة السلام وقبلة السياحة.