عادل إمام و القاسمي في ندوة "الشارقة للكتاب"

أطل الفنان المصري عادل إمام على جمهوره، الخميس الماضي، في قاعة الاحتفالات في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين؛ ليتحدث عن الدراما والثقافة في ندوة أدارها الناقد نادر عدلي.

وحضر الاحتفال عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وجمهور كبير غصت به القاعة.

وتقدم عدلي، في بداية الندوة، بالشكر والتقدير للقاسمي؛ لأنه فتح المجال للاحتفاء بالدراما في ساحات الثقافة، وتابع: "عادل إمام هو صاحب السعادة، وذلك ليس نسبة لآخر مسلسل له، بل لأنه رسم السعادة على وجوه الشعوب العربية طيلة مشوار خمسة عقود من الفن والدراما والمسرح".

 من جانبه شكر عادل إمام حاكم الشارقة، على رعايته للمعرض ولهذه الندوة، وأكد أنه "رجل نادر في منطقتنا العربية، يبني مسارح في كل مدرسة، إنه رجل مثقف جدًا، يتميز بثقافة إسلامية وسطية جميلة، وثقافة حياتية جميلة"، لافتًا إلى أنه كان زميلاً له في كلية الزراعة في جامعة القاهرة، والتي تميزت في تلك الفترة بوجود مسرح مهم.

وأضاف إمام: "جئت من وطن يعاني، لكنه قوي، خصوصًا أننا خرجنا كلنا في 30 حزيران/ يونيو، حيث انضم الجيش للشعب بقيادة السيسي، والجيش المصري دائمًا يقف مع الشعب، لدينا ثقافة هائلة، وموروثات ثقافية قديمة جدًا وعريقة، لن تزول من عقول وقلوب الشباب"، وأكد قبل فتح باب الحوار: "لن تنسى مصر مواقف العرب شعوبًا وحكامًا".

ثم تحولت الندوة إلى ساحة للحوار على مدار ساعة كاملة تخلّلها الكثير من التصفيق من قِبل الجمهور.

وفي معرض رده على تساؤلات الحضور، أكد أنه متفائل في المستقبل، على الرغم من أنه كان خائفًا وللمرة الأولى في حياته على بلده وأهله ونفسه، طوال الفترة الماضية، إلى أنَّ جاء 30 حزيران حيث أعلن الشعب الصري كلمة الفصل.

وأكد إمام أنَّ الشعب المصري هو الذي سيقود المرحلة والتغيير، وأنَّ طريق الديموقراطية طويل وصعب، وللثقافة دور كبير في التغيير لما هو أفضل، الشعوب هي القادرة على قيادة مسيرة التغيير، وأضاف: "نعي ما يحاك ضدنا من مؤامرات"، لافتًا إلى أنَّ استغلال الدين وتوظيفه لمصالح شخصية هي مسألة غير أخلاقية على الإطلاق، وبيّن أنَّ الفن عنصر أساسي في المنظومة الثقافية.

 وعن المرحلة التي سبقت 30 حزيران/ يونيو، وكان فيها خائفًا على بلده وأهله ونفسه، أكد: "سأتناول تلك المرحلة بالكوميديا، حيث فيها الكثير من المضحكات السوداء، ومثل هذا العمل الذي أسعى إليه سيذكر الناس بتلك السنوات الأخيرة"، ولفت إلى أنه قدم أعمالاً درامية عن التطرُّف والإحباط والسلبيات التي كان يعاني بلده ومجتمعه، وبالتالي فهو لن يترك حالة إلا ويتابعها دراميًا.

وأشار إلى أنه كان يرصد الأحداث والوقائع، عندما فرض التطرُّف نفسه على الفن والثقافة والواقع؛ حيث لم يكن في باله تقديم تلك الأعمال لكننا بالنتيجة قدمناها، وهذه ليست نبوءة بل متابعة ورصدًا لما كان يجري.

 وأكد أنَّ القاسمي يحب مصر وشعب مصر أكثر من بعض المصريين، مشيرًا إلى أنه يفتخر ويعتز بمحبة حاكم الشارقة لمصر التي درس فيها في كلية الزراعة، وتزود ونهل من ثقافتها ومسارحها، ولفت إلى أنه كان هناك في كلية الزراعة مسرح، وكانت مصر تنهل من الأدب الأوروبي والغربي.

وذكر الفنان المصري إنَّ المسرح يقود الثقافة، فهو أبو الفنون كلها، وبشأن مستقبل السينما والمسرح والدراما في العالم العربي، أكد إمام أنه عندما يكون هناك حرية للمبدع وحرية للمتلقي وحرية للناقد، وانعدام للرقابة والمنع وسيوفهما، فلا شك أنَّ مُقبل الأيام سيكون أجمل وأفضل.

ولفت إلى أنه لا يمكن للتطرُّف أنَّ يهزم دولة، ما دامت تمتلك ثقافة عريقة وفنًا قويًا، ولا يمكن أنَّ نقول للفنان اعمل هذا ولا تعمل ذاك، بمعنى أنَّ نفرض عليه ما لا يجوز، وما لا يطاق، وما لا يمكن فرضه، فلا وصاية على الفن والفنان، ولا يمكن لأيّة جهة أنَّ تفرض وتُلزم وتوجه الفن وفق ما تريد، كما أنَّ الفن غير مرتبط بشخص أو وقت معين، وهو طموح مستمر ومتواصل، وهو ضمير الشعوب. وبالنسبة للمسرح، أكد أنَّ الكتابة والحالة الثقافية هما الأساس للمسرح.

 وبشأن سيرته الذاتية ومشواره الدرامي وإمكانية أنَّ ترَ النور قريبًا، أكد الفنان عادل الإمام أنه لا يفكر حتى الآن بموضوع كتابة أو تسجيل أو تصوير سيرته الذاتية، على الرغم من محاولات البعض، ومن بينهم ابنه المخرج رامي إمام.

 وذكر: "أنا فرح لأني عادل إمام، وأحب مهنتي جدًا منذ كنت طالبًا، وحقيقة أنا محظوظ لأنني فنان".

وتحدث إمام في الندوة عن الجهود التي بذلها عندما تم تعيينه سفيرًا للنوايا الحسنة قبل عدة سنوات؛ حيث أدى أدوار مهمة بخصوص اللاجئين، وخصوصًا اللاجئين الصوماليين في اليمن، والعراقين في سورية، حيث تعرف عن كثب على واقع ومآسي ومشكلات اللاجئين.

وفي رده على سؤال من أحد الأطفال، عن أكثر موقف أثّر في حياته، أكد إمام إنَّ المواقف الأخيرة التي حدثت في بلده هي الأكثر تأثيرًا فيه.

واختتم بالقول: "أعمل جاهد حتى يتسنى لي حضور مهرجان المسرح المدرسي الذي يقام هنا في إمارة الشارقة ويحضى برعاية كريمة من راعي الثقافة حاكم الشارقة".