مراكش ـ ثورية إيشرم
بين سحر الفن السابع وتلألأ البساط الأحمر انطلقت الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم في مدينة مراكش، وعلى مدى أسبوع كامل ستتكلم المدينة الحمراء لغة السينما.
وقد تميز حفل الافتتاح بتقديم أعضاء لجنة التحكيم وتكريم الفنان المصري الكبير عادل إمام، حيث سيلتقي جمهور مراكش بحشد كبير من أسماء ونجوم لامعة في سماء الفن السابع تحضر في فضائي قصر المؤتمرات وساحة جامع الفنا لمشاهدة عروض أفلام من جنسيات مختلفة وتكريمات وتتويجات كبيرة.
ويعتبر المهرجان من بين أهم المواعيد العالمية التي باتت تعرف طريقها نحو الشهرة والانتشار وفي الأجندة السينمائية العالمية، أجواء سينمائية بامتياز عاشتها المدينة الحمراء وسكانها أثناء الافتتاح، حيث عبر نجوم من مختلف الجنسيات ومن كل بقاع العالم السجاد الأحمر بإطلالات مختلفة تعكس غنى وثراء أذواق المشاركين والمشاركات، والتي تميزت بإطلالة الفنانات المغربيات اللواتي كنّ حريصات على الظهور بلمسة تقليدية من خلال اختيار القفطان المغربي كرمز للثقافة والتقاليد المغربية، هذا التنوع الذي يتميز به مهرجان الفيلم الدولي منذ انطلاق دورته الأولى، يجعله منفتحًا على جميع الثقافات والأطياف والمدارس السينمائية العالمية من جميع دول العالم.
ويخصِّص المهرجان دورته هذه السنة لتكريم السينما اليابانية وذلك بتقديم مجموعة من العروض السينمائية، بعد أنَّ تم العام الماضي تكريم سينما الدول الاسكندنافية، فيما لم يخرج تكريم الشخصيات الفنية كذلك عن إطار برنامج المهرجان، منها شخصيات عالمية أوروبية وعربية ومغربية؛ حيث تم مساء الجمعة الماضية تكريم الفنان المصري عادل إمام، الذي حضر جمهور كبير من أجل لقاء هذا الهرم الكوميدي الذي يعشقه الكبير والصغير.
وفور وقوفه على البساط الأحمر شرع الجمهور المغربي يلوح له ويوجه التحية التي تليق به والتي تعبر عن حب وتعلق الجمهور بهذا الممثل العملاق المصري وزعيم الفكاهة العربية، الذي صرح في كلمة قبل دخوله إلى قاعة التكريم الكبرى داخل قصر المؤتمر، أنَّ "تعلقي بالمغرب كبير جدًا وأحب الشعب المغربي كثيرًا وأنا على يقين أنَّ هذا أعتبره شرف كبير جدًا، لاسيما أنَّ المغرب شعب ذواق ويحب كل الثقافات والفنون ومنفتح على جميع الحضارات، وكان حضوري للمغرب للمرة الأولى حينما عرضت مسرحية "الزعيم" تحت إشراف الراحل الملك الحسن الثاني، والتي كان ريعها لصالح دعم بيت مال القدس، ولم أنسى أبدًا حرارة الاستقبال القوية والمعبرة التي جعلتني أبكي من شدة فرحتي بها، وكلما أتيحت لي الفرصة للحضور إلى المغرب لا أفكر مرتين، أحضر وكلي فخر واعتزاز بهذا البلد وبهذا الشعب المتميز".
وخلال حفل الافتتاح كان عادل أمام النجم الأكثر بريقًا بلا منازع والذي حصل على هذا التكريم بعد أن احتفل المهرجان في إحدى دوراته بالسينما المصرية، ورغم أن هذه ثاني زيارة للفنان عادل أمام إلى المهرجان الذي كان حضوره السنة الماضية كضيف شرف فقد توج هذا العام بتكريم خاص، والذي لم يخفي حبه وتشبته بالمغرب وللجمهور المغربي الذي حياه الفنان برقصة اعتاد على تقديمها أمامه على المنصة كتعبير عن فرحته بهذا التتويج المميز.
لقد عرف حفل افتتاح المهرجان إلى جانب الفنانين العرب مجموعة كبيرة من مهني السينما ومحبيها كانوا من الحاضرين لتسطع سماء مراكش بنجومها اللامعة وببريقها وسحرها الفني الكبير، الذي تميز بمساهمة نخبة من الفنانين والسينمائيين والمخرجين الكبار الذين بدونهم لن يعرف المهرجان وجودًا والذي لا بد له أن يتوفر على عدة وسائل للعمل والنجاح، لاسيما أنه يلقى حبًا وإقبالًا كبيرًا من كل المشاركين الذين يسعون جاهدين للحضور في كل دورة تقعد لهذا المهرجان العالمي.
وستتحول مراكش خلال تسعة أيام إلى قبلة لعشاق الفن السابع ليشاهدوا أفلامًا ذات جودة عالية تعرض خلال أيام المهرجان من بينها عروض أولى وأفلام تتنافس على جوائر المهرجان، والتي يصل عددها إلى 15 فيلم، إضافة إلى عدد من فقرات تكريم ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة والصحافة المحلية والوطنية والعربية والدولية.