الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي

استقبلت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد معالي الدكتور جيم يونغ كيم الرئيس الأعلى للبنك الدولي والوفد المرافق وذلك في فرع الجامعة بدبي بحضور سعادة الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة .

وعقدت حلقة نقاش موسعة مع المسؤول الدولي في مركز المؤتمرات بالحرم الجامعي شهدها أعضاء الإدارة العليا للجامعة وعمداء الكليات وشارك فيها الطلاب والطالبات وأدارتها الإعلامية مايا ريدان بقناة "سكاي نيوز عربية".

وأثنت معالي الشيخة لبنى القاسمي في كلمة ترحيبية استهلت بها الحلقة النقاشية على الجهود التي يقوم بها البنك الدولي لمكافحة الفقر وتطوير سياسات سليمة وتحسين حياة الناس من خلال دعمه للتنمية الشاملة والمستدامة .

وقالت معاليها مخاطبة معالي الدكتور كيم " إن زيارتكم لجامعة زايد تمثل فرصة فريدة لطلبتنا لتحفيزهم وتشجيعهم وتبادل الأفكار معهم حول كيفية العمل سويا من أجل مستقبل أكثر إشراقا وللشباب على الأخص " .

وأضافت " إن طلبتنا متحمسون لتحقيق فهم أفضل لمهمة مجموعة البنك الدولي والعمليات التي تقوم بها والتفاعل مع من يمثلونها من خبراء أجلاء في مجال التنمية " .

ونوهت معاليها بأن أحد أهم الأعمال التي يقوم بها البنك الدولي هي انفتاحه المتزايد على الدخول في حوار مع مجموعة متنوعة من الدوائر الرئيسية تشمل الأكاديميين والشباب والمنظمات غير الحكومية والبرلمانيين والقطاع الخاص .. وأشارت إلى " أنه بالتالي فإننا ننتهز هذه الفرصة لنعزز من خلالكم معرفتنا بخصوص تنمية الشباب في بلادنا وتبادل الآراء والخبرات مع طلبتنا والتأكيد على أهمية التعلم من الأفكار الجديدة وكذلك التعلم من نجاحات الماضي وإخفاقاته على حد سواء .. ليس هذا فحسب بل وأيضا التأكيد على أهمية التفكير الناقد ومواكبة العالم المتغير بسرعة وتحقيق مفاهيم وأفكار وابتكارات جديدة " .

وفي حواره خلال الحلقة النقاشية أشاد معالي رئيس البنك الدولي بالتنمية الاقتصادية والتعليمية الناجحة لدولة الإمارات العربية المتحدة وكيف أنها بمثابة نموذج للعالم العربي والشرق الأوسط.

واستعرض الدوافع التي أدت إلى تأسيس البنك والأدوار التي يقوم بها موضحا أن الفكرة تبلورت في أثناء الحرب العالمية الثانية حيث استدعت التطورات حاجة ملحة إلى خلق مؤسسة تكون مهمتها مساعدة بعض البلدان الأوروبية التي أضيرت من ويلات الحرب على التعافي من آثارها ودعم عملية التنمية وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاجتماعي فيها وذلك بتوفير قروض مالية ميسرة لها .. وهكذا تأسس البنك عام 1944 فيما كانت الحرب تضع أوزارها .

وأشار إلى أن مهمة البنك الدولي توسعت على مر السنوات والعقود لتشمل تقديم المساعدات المالية والفنية والتدريبية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم حيث يبلغ عدد أعضائه اليوم 185 دولة.

وأوضح معاليه أن البنك الدولي يطمح إلى تحقيق هدفين كبيرين هما إنهاء الفقر المدقع خلال جيل واحد وتعزيز الرخاء المشترك .. مشيرا إلى أن البنك في سبيل تحقيقه الهدف الأول يسعى إلى تقليل عدد الأفراد الذين يعيشون على مستوى أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم إلى نسبة لا تتعدى 3% بحلول عام 2030 وأما بالنسبة لهدف تعزيز الرخاء المشترك فإن البنك يهدف إلى زيادة نمو مستوى الدخل لأفقر 40 % من السكان في كل بلد من البلدان النامية.

وأشار إلى أن إعادة الإعمار في البلدان التي تعاني من النزاعات كانت ومازالت موضع تركيز عام لنشاط البنك نظرا لاحتياجات إعادة التأهيل اللاحقة للنزاعات والتي تؤثر على الاقتصاديات النامية وتلك التي تعيش مرحلة تحول إلا أن البنك اليوم زاد من تركيزه على تحقيق تخفيف مستدام لحدة الفقر كهدف موسع لجميع أعماله.

وقال إن الصراع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وأماكن أخرى أجبرت ملايين المهاجرين واللاجئين على الفرار من منازلهم بحثا عن الأمان الأمر الذي يجهد الميزانيات وتمتد آثاره إلى النسيج الاجتماعي في البلدان التي تستضيفهم .

وأوضح أنه وبسبب المخاوف الأمنية فإن الدول التي لها تاريخ تفخر به في الترحيب بالمهاجرين بدأت تتردد الآن في استقبالهم.

وقال " نحن نساعد العديد من البلدان على إدارة هذا التحدي الإنساني والتنموي " .. مضيفا إن مشاكل اليوم قد حجبت أدلة مهمة عن فوائد الهجرة فالقادمون الجدد غالبا ما يجعلون بلداننا أصغر وأقوى ويضفون على ثقافاتنا التنوع والحيوية .

وأعلن أن مجموعة البنك الدولي سوف تزيد التزامها حيال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس المقبلة ليصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار أمريكي لمعالجة عواقب النزاعات ومساعدة الدول التي تعاني منها على التعافي وإعادة الإعمار.

ونوه رئيس البنك الدولي بالخطوات الناجحة التي اتخذتها دولة الإمارات لتنويع اقتصادها.