مبادرات أممية وأوروبية للحفاظ على التراث الثقافي السوري

 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" أنها تبرعت وبالتنسيق مع المركز الأوروبي للآثار ومتحف "بيبراكت" في فرنسا، بمجموعة من المعدات اللازمة للمهنيين العاملين في المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، بما فيها مواد للتغليف والتوضيب ومواد وأدوات مخصصة لحفظ القطع والتحف المصنوعة من مواد هشّة قابلة للتلف، وترميم تلك المتضررة، فضلاً عن أدوات خاصة بالدراسة والتسجيل، والتي تتيح استكمال قوائم الجرد وإجراء توثيق علمي للتراث السوري، وإدارة وحفظ البيانات المرتبطة.

وذكرت منظمة اليونسكو، في بيان لها، أن المهنيين السوريين حصلوا على هذه المعدات في 8 مارس الجاري، موضحة أن ذلك يأتي في إطار مبادرة مشتركة أطلقتها المنظمة وعدد من خبراء الآثار والتراث في فرنسا وسويسرا في صيف عام 2015، تهدف إلى التعرف على الاحتياجات المحددة للخبراء العاملين في الميدان، لا سيما من حيث الأدوات والمعدات، وذلك بغية تمكينهم من استئناف جهودهم في مجال حماية وصون التراث.

ولفتت إلى الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة من حيث الدعم المادي والتسهيلات التقنية التي توفّرها وهي من الأمور الأساسية لتطوير القدرات الميدانية، حيث ترتكز هذه المبادرة على التضامن العالمي الملفت، والذي انعكس بشكل جلّي في هذا التحرّك الملموس للحفاظ على التراث، لما يشكّل اعترافاً بأهمية هذا الإرث التاريخي للشعب السوري، كما للإنسانية جمعاء.

وكانت أكثر من خمسين مؤسسة وجمعية خاصة وعامة، إضافة إلى أفراد وخبراء مستقلين عاملين في المجال الثقافي والأرشيف والمكتبات والمتاحف وعلم الآثار والفن، من جميع أنحاء فرنسا وسويسرا، قد ساهموا  بمجموعة كبيرة من هذه المواد والأدوات، حيث تم جمع بشكل عام ما يقارب 7 أطنان من هذه المواد وإرسالها إلى بيروت، لتتحوّل إلى مكتب اليونسكو هناك، ومن ثم إلى المهنيين في سوريا.