الكاتب الأميركي توماس فريدمان

شبه الكاتب الأميركي توماس فريدمان صراع الحضارات بين الشرق والغرب في مرحلته الحالية بمسرحية تحمل اسم "الاحتواء"، في إشارة إلى استراتيجية الاحتواء العسكرية التي تستهدف منع حدوث الاضطرابات.
وذكر فريدمان - في سياق مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني – أنه يدعي منذ فترة بأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وما انطوى عليه من "غزو لبنان" واتفاق "أوسلو" هو جزء من الصراع الأوسع بين الشرق والغرب الذي تضمن الحرب في "العراق" و"أفغانستان".
وقال الكاتب الأمريكي أن دراسته لهذا الصراع جعلته يتساءل حول عنوان المرحلة الحالية وهو "الاحتواء". وأشار إلى أنه عندما واجهت إسرائيل وابلا من الصواريخ من متشددي حماس في قطاع غزة، انتقمت بالمدفعية والقوة الجوية فكانت ضربة موجعة لحماس وللسكان المدنيين في القطاع مما دفعها للموافقة على وقف إطلاق نار – لكن دون استسلام.
وأضاف فريدمان أن إسرائيل اختارت في حقيقة الأمر ترك حماس في السلطة بغزة لأنها لا تريد وضع قوات إسرائيلية على الأرض ومحاولة تدميرها – وهو ما يتطلب قتال شوارع دموي – ولأن إسرائيل لا تريد ترك غزة كأرض بلا حاكم.
ورأى الكاتب الشهير أن تبني إسرائيل لاستراتيجية الاحتواء تجاه غزة أصبح أيضا عمليا بعد أن حل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محل حكومة الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي، خاصة وأن جماعة الإخوان كانت تنظر لحماس كحليف وسمحت لها بحفر الأنفاق إلى داخل مصر ولتهريب البضائع من أجل تحقيق الربح وللصواريخ بضرب إسرائيل، فيما أغلق السيسي تلك الأنفاق.
واعتبر فريدمان أن الاحتواء كاستراتيجية عسكرية خالصة لاجتثاث الاضطراب يمكن أن تنجح بالنسبة لإسرائيل في الوقت الراهن، مضيفا أن نفس أسلوب الاحتواء يبدو أنه يمارس أيضا حيث يتوجه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
وأوضح فريدمان أنه نظرا لعدم وجود رغبة لدى الغرب أو شركاء التحالف في وضع الكثير من القوات على الأرض لإبعاد "داعش"، فإن الاعتماد سيكون على القوة الجوية لمنع هذا التنظيم من التوسع وربما تحجيمه.
وخلص الكاتب الأمريكي إلى أن الاحتواء الذي استخدمه الغرب مع الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة أو الذي تستعمله إسرائيل مع حماس أمر ضروري لكنه غير كاف لاستقرار على المدى البعيد.. منوها إلى أن هذه الاستراتيجية هي نتاج عمل الديمقراطيات على تحرير أشخاص فكرهم مشابه من نظام سيء في الشرق الأوسط غير أن الشركاء ذوي العقلية المماثلة قليلون.
واختتم فريدمان مقاله بالقول إن أكثر شيء يمكن للغرب الأمل به هو "أفضل الحلفاء السيئيين" و"أفضل النتائج السيئة"، نظرا لأن أفضل السيء أصبح الأمر الجيد حاليا في الشرق الأوسط.