"سوق الجمعة"

الجمعة الماضية كانت يوما استثنائيا لمنطقة قلب الشارقة، التي تداعى لها المواطنون والمقيمون زرافات ووحداناً، ليلتئم شملهم في "سوق الجمعة"، الكرنفالية البهيجة التي جمعت بين التسوق والفنون والثقافة والمرح في مكان واحد ، وضج السوق الذي تنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" من خلال مشروعها "قلب الشارقة"، لأول مرة في المنطقة، بتشكيلات إبداعية مختلفة ،قدمت نمط المعيشة الإماراتية في قوالب مزجت بين الماضي والحاضر وأكدت خصوصية الثقافة الشعبية الإماراتية التي تزخر بالعديد من الطقوس .
قلب الشارقة المشروع الكبير الذي تعمل عليه شروق ليكتمل في العام 2025 بدأ ينبض بالحياة خلال "سوق الجمعة"، فالسوق الذي حشد أكثر من 40 أسرة منتجة لتعرض منتجاتها في نوافذ البيع المعدة بعناية فائقة وسط المنطقة العتيقة، أفلح في جذب الكثير من الرواد منذ انطلاقته، في الرابعة مساء لينشط بحركة دؤوبة، بالإضافة لعبق روائح المنتجات الشعبية الإماراتية التي تناثرت في أركانه المختلفة وارتسمت فيها عدة لوحات تحكي خصوصية الثقافة الإماراتية وإرث إنسانها، فعند مدخل السوق وعلى اليسار مباشرة كانت خيمة البدو تقف منتصبة ترحب بالضيوف والقادمين بأن حللتم أهلاَ ونزلتم سهلاً، وعلى جنبات السوق كذلك كانت هناك لوحات مختلفة رسمها رجال ونساء من كبار السن، كانوا منغمسين جميعهم في إحياء الحرف اليدوية الإماراتية العريقة، النسوة يحكن بخيوط من الحب المشغولات اليدوية المختلفة، وكان "قص البراقع والتلي" حاضرين كذلك أما الرجال فكانوا يعلمون على "الشاشات" أو المحامل، المراكب الصغيرة التي تستخدم في الصيد وغيرها من الحرف التي أبرزوا براعة كبيرة فيها وهم ينجزون العمل ثم يعرضونه مباشرة للناس .
كل من التقيناه من الأسر المنتجة التي قدمت في متاجرها الصغيرة عدة أصناف من المنتجات المحلية، أكد نجاح التجربة، مشيراً إلى أنها ينبغي أن تستمر لما تمثله لهم من إضافة حقيقية لأنهم تمكنوا من عرض منتجاتهم على الآخرين وإخراجها من المنازل بعدما كانت في بداية الأمر مشاريع صغيرة، إلا أنها رأت النور في "سوق الجمعة" وهو الهدف الرئيسي وفقاً لما مضت إليه فاطمة الشويهي، مدير الفعاليات في "قلب الشارقة"، مشيرة إلى أن دعم الأسر الإماراتية المنتجة يعتبر أبرز أهداف المشروع، مبينة أنهم قاموا بتأجير المحلات للمنتجين الشباب بأسعار رمزية حتى يشجعوهم على المشاركة في الفعالية التي تهدف كذلك لزيادة تفاعل الناس مع مشروع قلب الشارقة باعتباره مشروعاً حيوياً، وتضيف الشويهي أنهم حريصون على جعل الجميع على دراية بما يحدث في قلب الشارقة، وتتابع أن دورة هذا العام ستخضع للتقييم لتطوير الفكرة في الفترة المقبلة، مشيدة بمشاركة جمعية عجمان للفنون المسرحية والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وأردفت: "نريد أن يكون الناس على دراية بما يحدث في قلب الشارقة والتفاعل مع الجمهور، وحتى الآن هناك إقبال ممتاز لكننا نتوقع المزيد خلال الأيام المقبلة، حرصنا في هذه المبادرة أن تكون الفعاليات منوعة، فهناك عازف عود حالياً وفي الأسبوع المقبل سيكون هناك مجموعة من الفنون التراثية الإماراتية المختلفة، مثل "العيالة والحربية"، كما أن السوق استضاف كذلك حظيرة تضم الحيوانات القديمة المختلفة، والهدف من كل هذه الفعاليات هو التسويق لقلب الشارقة وخلق تفاعل جماهيري مع المشروع طويل الأمد" .