المقهى الثقافي”

يُعتقد بأن هناك قلة وضعفًا في ترجمة الأدب الآسيوي إلى اللغة العربية، فهؤلاء الجيران لا نعرف نحن العرب عن آدابهم الكثير، ويرجع ذلك لأسباب عدة من بينها الترجمة، وهي في أحسن أحوالها تأخرت ومازالت قليلة، على الرغم من أن مجلة لوتس التي كان يصدرها اتحاد كتاب وأدباء آسيا وإفريقيا في ستينات القرن الماضي، كانت حافلة بموضوعات الأدب الآسيوي من مختلف بلدان آسيا. هذا بعض ما تناولته المترجمة والأديبة سمر الشيشكلي في ندوة بالمقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ34، عن تجربتها في ترجمة الأدب الآسيوي، وقدمها الباحث والمترجم زكريا أحمد.
وعرضت المترجمة الشيشكلي تجربتها في الترجمة للأدب الآسيوي من خلال أعمال علمية وترجمات من اللغة الإنجليزية لموسوعة يابانية كتبت أصلًا بالإنجليزية، وغيرها، لكنها ركزت على تجربتها الجديدة في ترجمة الأدب الهندي، من خلال روايتي ضوء القمر والطلاق، للأديبة الهندية “ب.م. زهرا”، ولفتت الشيشكلي إلى أن قلة الترجمة العربية من الجيران الآسيويين يرتبط في ما يبدو بالعقدة من الغربي، مشيرة إلى أنه من خلال الترجمة، تعرفت الى الجغرافيا الهندية والحياة الاجتماعية والثقافية الهندية، والطقوس ومختلف يوميات الحياة في الهند، كما تعرفت الى الزواج المبكر والعلاقات اليومية.
وأشارت إلى أن ترجمة الروايتين تمت من الإنجليزية إلى العربية، حيث كُتبت الروايتان بالإنجليزية وليس بالهندية، لكن ما ساعدني في الترجمة هو تشابه البيئات بين الهند والعرب، ومع ذلك فمن الأفضل أن تكون الترجمة من لغة إلى أخرى بلا لغة وسيطة. ولفتت إلى أن تجربتها في ترجمة هاتين الروايتين، شكلت انعطافة لطيفة مهمة في توجهها نحو الأدب. وأوضحت أن الروايتين تحكيان عن البيئة الهندية، وهو ما جعلها تقوم بترجمتهما، فهناك أمور متشابهة في الشرق، وبين الجيران، ولفتت إلى أن الأديبة زهرا قدمت من خلال رواياتها، الحياة في الأسرة المسلمة الهندية بواقعية ساحرة، ونجحت نجاحًا يستحق الثناء في تقديم التيارات والصراعات الخفية في ما يتعلق بوجود المرأة في عائلة مسلمة نموذجية، كما أن رواية ضوء القمر تصف بيئة ريفية غنية بالتفاصيل الأصيلة لثقافة بلد عريق بلغة شفافة مضيئة.
وأعربت الشيشكلي عن تمنياتها بأن تكون هناك دومًا حقوق محفوظة للترجمة، وأن يكون لدينا مشروع ترجمة لأدب الأطفال عمومًا، واليافعين خصوصًا.