معرض الشارقة الدولي للكتاب

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب العديد من الإنجازات العام 2014 وهو العام الذي تحتفل فيه الشارقة باختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية.

كما شكل العام 2014 محطة فارقة في تاريخ المعرض؛ نظرًا إلى تزامنه مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية وهو الإنجاز الذي تحقق بفضل جهود ومبادرات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي جعلت اسم الشارقة مرتبطًا بالثقافة على الدوام، لذا جاءت فعاليات ونشاطات المعرض خلال هذا العام منسجمة مع هذه الريادة المستحقة للشارقة باعتبارها منارة ثقافية، وعاصمة للكتاب.

وأثبتت مشاركات المعرض الخارجية في الدول الشقيقة والصديقة على امتداد قارات العالم أنَّ مشروع الشارقة الثقافي وحضورها الفاعل على أجندة الأحداث الثقافية في العالم بات شهادة عالمية على تميّز ما تقدمه من نشاطات وفعاليات وما تستضيفه من معارض ومؤتمرات تحتفي بالثقافة ومفرداتها كافة، وهو ما جعلها وجهة دائمة للمثقفين والكُتاب والناشرين ولجميع العاملين والمهتمين بالعمل الثقافي وصناعة النشر محليًا وإقليميًا وعالميًا.

وأثبت المعرض من خلال دورته الثالثة والثلاثين التي أقيمت في تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أنه ما زال قادرًا على جذب محبي القراءة وعشاق الكتاب إليه رغم زحف التكنولوجيا على مرافق الحياة كافة؛ إذ شهدت هذه الدورة تحطيم المعرض للكثير من الأرقام القياسية التي حققها خلال عقوده الثلاثة الأخيرة، وفي مقدمتها عدد الزوار الذي وصل إلى 47 .1 مليون زائر من كافة أنحاء العالم محققًا نموًا بمقدار 45 في المئة مقارنة مع دورة العام 2013 التي شهدت حضور مليون زائر تقريبًا.

وتتواصل مشاركات معرض الشارقة الدولي للكتاب في عدد من المعارض والمهرجانات المميزّة على امتداد العالم العام 2014؛ حيث حطت رحال المعرض خلال شهر كانون الثاني/ يناير في مهرجان جايبور للآداب في الهند بحضور أكثر من 240 كاتبًا وروائيًا إلى جانب عشرات المفكرين والمؤرخين والأكاديميين والسياسيين والعلماء ناقشوا قضايا ثقافية وفكرية متنوعة؛ من أبرزها الأدب الآسيوي وحرية التعبير وكتابة الذات "السيرة الذاتية".

ووصلت محطة معرض الشارقة إلى معرض نيودلهي الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين التي أقيمت في شباط/ فبراير2014 وفتحت أمام معرض الشارقة آفاق التواصل والتعاون مع عدد كبير من الناشرين والكتاب والمثقفين والمفكرين الهنود وتعريفهم بـ"منحة الترجمة" التي أطلقها المعرض والمدعومة من حكومة الشارقة والهادفة إلى تشجيع ترجمة الكتب من وإلى اللغة العربية.

ومن الهند انتقل المعرض إلى فرنسا، حيث شارك في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض باريس الدولي للكتاب التي أقيمت في شهر آذار/ مارس 2014 ونظم المعرض على هامش مشاركته ورشة فنية حول الخط العربي بإشراف الفنان التشكيلي حسن موسى.

وفي ذات الشهر من العام 2014 شارك المعرض في فعاليات معرض بولونيا لكتب الأطفال في إيطاليا، والتقى الوفد المشارك عددًا من الناشرين لتعريفهم بمعرض الشارقة الدولي للكتاب والفعاليات والأنشطة المصاحبة له والتسهيلات والمزايا والعروض الخاصة التي يقدمها المعرض للراغبين بالمشاركة في دوراته المقبلة.

وخلال مشاركته في معرض لندن للكتاب في دورته الثالثة والأربعين التي أقيمت في شهر نيسان/ أبريل نظم المعرض ندوة متخصِّصة تحت عنوان كيفية تسهيل عملية الترجمة بين الناشرين العرب ومجتمعات النشر الدولية- المعوقات الثقافية المشتركة وكيفية التغلّب عليها ركزت على تعميق أواصر التواصل وتعزيز التعاون بين الناشرين العرب ونظرائهم في مجتمع النشر الدولي.

وشارك المعرض كذلك في الدورة السابعة والعشرين من معرض تورينو الدولي للكتاب في إيطاليا.

واتفق معرض الشارقة الدولي للكتاب مع إدارة معرض تورينو على تعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين، من خلال إيفاد ناشرين من الإمارات والعالم العربي للمشاركة في النشاطات المهنية التي ينظمها معرض تورينو، وبالمقابل سيقوم معرض تورينو بترشيح عدد من الناشرين الإيطاليين للمشاركة في البرنامج المهني الذي ينظمه معرض الشارقة.

وعزّز معرض الشارقة الدولي للكتاب من حضوره في الولايات المتحدة وشارك خلال شهر آيار/ مايو 2014 بفعاليات معرض إكسبو أميركا الدولي للكتاب وحضر معرض الشارقة الدولي للكتاب بفاعلية في منتدى السوق العالمي، الذي أقيم تحت عنوان "الكتب في الترجمة".

وعلى المستوى العربي، استهل المعرض مشاركاته في المعارض العربية العام 2014 بمشاركته في الدورة الـ45 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجاءت المشاركة لتدعم وتعزيز العلاقات الثقافية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة؛ تقديرًا للدور الرائد الذي تلعبه مصر في المجالات الثقافية كافة باعتبارها رافدًا مهمًا وقويًا للثقافة العربية بأهم الأسماء والإبداعات الأدبية والفنية والمسرحية والسينمائية.

وشكلت مشاركة معرض الشارقة في الدورة العشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي أقيم في مدينة الدار البيضاء في المغرب خلال شهر شباط/ فبراير 2014 فرصة للتواصل مع الناشرين من القارة الأفريقية، بعد أنَّ اختار المعرض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ضيف شرف لهذه الدورة تقديرًا للعلاقات القوية التي تجمع المغرب وخمسة عشر بلدًا عضوًا في هذه المجموعة الأفريقية.

وشارك معرض الشارقة في الدورة التاسعة عشرة من معرض مسقط الدولي للكتاب التي أقيمت في شهر مارس/آذار 2014 وزار الجناح عددٌ من الوزراء والمسؤولين في سلطنة عُمان، ومنهم رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، الذي أشاد خلال الزيارة بالنتاج الفكري والثقافي لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبالتجربة الثقافية المميّزة لإمارة الشارقة.

وفي آذار من العام ذاته شارك المعرض في الدورة الثامنة من معرض الرياض الدولي للكتاب؛ حيث تحول جناح الشارقة إلى نقطة التقاء بين الناشرين والمترجمين والكتاب والقراء الذين استفسروا عن كيفية المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، سواءً من خلال حجز المساحات المخصَّصة لدور النشر أو التسجيل للبرنامج المهني للناشرين إضافة إلى الاستفسار عن منحة الترجمة.