الشاعر الفلسطيني عبد الحكيم أبو جاموس

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول الاثنين، أمسية شعرية ألقى فيها الشاعر الفلسطيني عبد الحكيم أبو جاموس قصائد عدة تقدم محطات مختلفة من مسيرته الشعرية، وذلك بحضور محمد دياب الموسى مستشار الشؤون التربوية لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  وجمع من محبي الشعر وأبناء الجالية الفلسطينية في الإمارات .
وقدم للأمسية الزميل محمد ولد محمد سالم بالحديث عن مسيرة الشاعر أبو جاموس الذي يشغل منصب أمين سر اتحاد كتاب وأدباء فلسطين، وصدر له "فراشة في سماء راعفة" ،2001 و"زناد الخضر" ،2005 و"أبوس الأرض" ،2009 ويجمع في شعره بين القصيدة الخليلية وقصيدة التفعيلة، ويصب اهتمامه على الأرض ومقاومة الاحتلال في محاولة لإبقاء جذوة الوطن متقدة في وجدان كل أبنائه .
عبد الحكيم أبو جاموس بدأ قراءاته الشعرية بقصائد مهداة إلى الإمارات منها "أبناء زايد"، و"علم الإمارات" و"مآثر الشيخ سلطان"، وغيرها، من القصائد التي عدد فيها مآثر الإمارات باعتبارها حضناً كريماً ومأوى هنيئاً لكل عربي .
وأشاد باتحاد الإمارات وإنجازاته على مدى العقود الماضية التي أثمرت دولة عصرية متحضرة، تضاهي بحداثتها كل دول العالم، وفي قصيدته المهداة إلى حاكم الشارقة، توقف عند معاني العزة والأصالة والثقافة في شخصيته، وما صنعه من إنجازات ثقافية تتجاوز الإمارات لتصل نفحاتها إلى كل الوطن العربي، وينعم بها كثير من المثقفين من أبناء العرب، فكان الحضن الكريم لهم، والداعم الدائم لإبداعاتهم وتطورهم، ما جعلهم يدينون له بخالص الود والمحبة ويجلونه أيما إجلال .
يقول أبو جاموس:
شهم كريم صيته ملأ الدنا
                          قلب كريم عامرُ عِمْران
ضربت بك الأمثال في طيب المنى
                          فازدان فيك الشعر والألحان
في حبكم أذكى القصيد صبابتي
                         يرعاك في عليائه الرحمن
نعم الرجال القاسمي وصحبه
                         أهل الحمية قادة فرسان
حكماء أهل للعزيمة والفدا
                         سعدت بحسن صنيعهم بلدان
في قراءاته عن فلسطين راوح أبو جاموس بين رسم صور المعاناة والفجائع التي يعيشها أبناء فلسطين، والجحيم الذي يتقلبون فيه تحت الاحتلال، وبين رسم صور للمقاومة التي تتعدد أشكالها وأنماطها بدءاً بالطفل الذي يحمل الحجر مروراً بالعجوز المتسمرة على شجرتها، وحتى الفدائي الذي يحمل بندقيته، وخلال ذلك يستنهض الهمم لكي يبقى الصمود عنوان كل شيء في فلسطين، يقول أبو جاموس من قصيدة "هي الأرض":
لها توهب الروح طوق نجاة
ويرخص ماء الحياة فداها
يعمدها أحمر ساخن
خضبته القلوب بحنائها
يا لرعشتنا حين نسقي ثراها
بماء البنفسج والأقحوان
وفي حضنها يستريح الفضاء
كظل،
كطفل
غفا بين أهدابها النازفات .
ويصور في قصيدة أخرى أنواع الصمود التي يبديها أهل غزة خلال الهجمات الجيش "الإسرائيلي" .