علم اليوم الأربعاء لدى برنامج الأبحاث المعروف ب''ما قبل التاريخ بولاية الدار البيضاء الكبرى''، أنه تم العثور على مستحث بشري جديد بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما 1 جنوب غرب الدار البيضاء، وهو عبارة عن عظم فخذ ينسب لإنسان "أومو روديسينسيس".  وأوضح الباحث في ما قبل التاريخ الأستاذ عبد الرحيم محب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن تاريخ هذا المستحث البشري يقدر حسب المعطيات الأركيومترية والجيولوجية والبيولوجية المنجزة بالموقع، بأكثر من 500 ألف سنة. وأضاف أن هذا المستحث، يعتبر أحد عظام الفخذ القلائل المكتشفة على الصعيد الإفريقي بالنسبة لفترة البليستوسين الأوسط (مابين 780 ألف و125 ألف سنة) والذي يمكن مقارنته بالمستحث المكتشف سابقا بعين معروف (إقليم الحاجب). موضحا أن هذه البقايا تمكن من التعرف على الحجم والهيئة وطريقة التنقل لدى الانسان في هذه الحقبة .وأشار السيد محب محافظ ممتاز للآثار والمواقع، إلى أنه اعتمادا على الآثار البديهية الملاحظة على سطح عظم الفخذ لموقع طوما1، يتبين أن الانسان في هذه الفترة شكل أيضا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة، مؤكدا أن عظم الفخذ هذا عثر عليه بجانب أدوات منحوتة على الأحجار تميز الحضارة الأشولية خلال فترات ما قبل التاريخ وأيضا بقايا متحجرة لمجموعة من الحيوانات اللاحمة والعاشبة والقوارض مثل الغزال، والظباء، والخنزير، والخيليات، والدب، والضبع، والقردة، ووحيد القرن، والأسد، مضيفا أنه حسب آخر الدراسات، فإن الحيوانات اللاحمة تظل السبب الرئيسي وراء تكدس وتواجد البقايا الحيوانية والبشرية داخل المغارة. وقال إن التنقيب المنتظم بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما 1 سبق وأن أسفر عن اكتشاف عدة بقايا بشرية أخرى منها نصف فك سفلي (1969)، وعدة أسنان (بين 1994 و 2006)، وفك سفلي كامل (2008)، وجزء خلفي لفك سفلي لطفل (2009)، علاوة على بعض أجزاء الجمجمة.ويندرج هذا الاكتشاف العلمي المهم حسب نفس المصدر- في إطار الأبحاث والحفريات المنتظمة التي ينجزها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية والبعثة الأثرية الفرنسية الساحل/المغرب التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية منذ 1978، وذلك ضمن برنامج الأبحاث المعروف ب''ما قبل التاريخ بولاية الدار البيضاء الكبرى'' الذي يشرف عليه محب وجون بول رينال (مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1). وخلص السيد محب إلى أن موقع طوما 1، الذي يعد مرجعا ضروريا ومحطة لا محيد عنها من أجل معرفة ودراسة الاستقرار البشري القديم بشمال غرب إفريقيا وذلك خلال فترات حاسمة من تطور الإنسان، يحتاج لانخراط الجميع (باحثون ومسؤولون) من أجل حمايته بصفة نهائية.