الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

حضر عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، صباح الثلاثاء في معهد الشارقة للتراث، ورشة العمل الإقليمية حول حماية التراث في أوقات الأزمات، بمشاركة أكثر من 30 خبيرًا دوليًا، ومن الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتناقش الورشة، التي ينظمها المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي "إيكروم - الشارقة"، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو -الشارقة"، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو"، عددًا من القضايا ذات الأهمية في سُبل الحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي، ومتابعة مبادرة الشارقة الرامية إلى وضع إطار سياسات تعاون بين الدول العربية في ما يخص حماية الآثار من التهريب والنهب والتدمير، وتقييم ومراجعة السياسات الحالية المتبعة في المؤسسات المسؤولة عن إدارة وحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي، ووضع خطة لحماية التراث على مستوى الدول العربية، من أجل مواجهة التحديات الراهنة.

وأوضح مدير المركز الإقليمي لمنظمة "إيكروم - الشارقة"، الدكتور زكي أصلان: "لقد مضى عام على افتتاح هذا الصرح الثقافي من قبل حاكم الشارقة، ففي مثل هذا اليوم تجولتم في هذا المبنى لتشاهدوا في أروقته تنوّعًا ثقافيًا غنيًا لعالم عربي، كان مهدًا لحضارات تعاقبت عليه عبر القرون أثرت وتأثرت بثقافات إنسانية وعالمية، وعلى امتداد العالم العربي من الشام إلى بغداد إلى مصر وليبيا وفلسطين تواجه الكنوز المعمارية والفنية والثقافية هجمة ثقافية لتراث إنساني يتم نهبه وتدميره بأشد أشكال الوحشية، بأيدي مسلحي التنظيمات المتطرّفة، لتشكل تهديدًا وخرقًا لذاكرة الإنسانية"، مضيفًا: "فحلب وتدمر ونمرود مثلًا، كانت مفخرة الثقافة في هذه المنطقة توجب علينا الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة.. فتراثنا مهدد بالخطر، ونواجه اليوم محاولات لمحو الهوية والذاكرة وجرائم حرب التاريخ الإنسانية".

وأشار إلى أن "مبادرة الشارقة شكلت لبنة أولى وإطارًا لسياسات لتتبعها الدول العربية الأعضاء، لإجراءات أساسية في حماية التراث كأعمال التوثيق وإعداد خطط الاستعداد للمخاطر، التي يواجهها التراث، لتحسين استراتيجيات الحماية لدرء أي خسائر مستقبلية"، مبينًا أن "الإسهامات الجليلة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، في مجال حفظ التراث العربي والثقافي عديدة، منها على سبيل المثال، ترميم دار الوثائق والمجمع العلمي".

وكان المركز الإقليمي لمنظمة "إيكروم - الشارقة"، أصدر "بيان الشارقة"، ركز فيه على استراتيجيات التعاون، وأهمية تفعيل القوانين الدولية والوطنية التي يجب أن تواكب واقع التراث في العالم العربي، إذ تم تبني ما احتواه البيان في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض في بداية العام الجاري، بتركيز على أهمية التنسيق بين الدول، وبناء فرق وطنية لحماية التراث قبل وخلال وبعد الأزمات