"الشارقة القرائي" يدعو لدعم المسرح المدرسي في التعريف بثقافة الشعوب

دعا متخصصون في أدب وثقافة الطفل إلى أهمية إطلاق حزمة ثقافية شاملة ومنوعة للطفل، بينها إطلاق مسرح طفل يوازي في إبهاره ما يتعرض له من إبهار برامج التقنيات الحديثة، والتطبيقات الشاملة والمتجددة وذات القدرة في استيعاب اهتمامات الطفل وصرفه عن كل العوامل التربوية التقليدية الأخرى التي كانت سائدة في زمن ما قبل الثورة التقنية ولم تعد صالحة في الوقت الحاضر، لترفع في الوقت نفسه من شكاوى الأسر،  والمربون، والمتخصصون في شؤون الطفل للمطالبة بالبحث عن حلول للخروج من الأزمة.

 

وانطلقت هذه الدعوات خلال الندوة الثقافية التي استضافها مهرجان الشارقة القرائي الثامن للطفل ضمن فعالياته الثقافية على قاعة ملتقى الأدب بعنوان "أشكال العروض المسرحية التي تقدم للطفل" بمشاركة كل من: محمد كريم من مصر، وعبيدو باشا من لبنان، وإبراهيم حامد الحارثي من المملكة العربية السعودية، وأدارها محمد مهدي، وحضرها ناقدون ومسرحيون ومتخصصون بشؤون أدب الطفل.

 

وتحدث محمد كريم عن اختلاف أشكال المسرح بحسب اختلاف ثقافات الشعوب، وقوة مسرح الطفل في العديد من البلدان الأوروبية من خلال قدرته على رفع مستوى الإقبال الجماهير لتنوعه ومرونته، وقابليته على دعم الإقتصاد الوطني، داعياً إلى أهمية إخراج المسرح إلى العلن بعيداً عن السقوف "الإسمنتية"، وتجديده من خلال استغلال البيئة المحيطة، وحداثة الفكرة، والتقنيات الجديدة، منبهاً أن المسرح قادر على إعطاء جرعات ثقافية للطفل يمكنها أن تسهم في مناعة مهمة ضد التطرف والأفكار المنحرفة والعنف الدموي.

 

وبين المسرحي عبيدو باشا الفرق بين مسرح الطفل والمسرح المقدم للطفل من الناحية المهنية، وأهمية اعطاء قدر أكبر للمسرح المدرسي، لأنه الإنطلاقة الأولى لمسرح الكبار، وتنمية الذائقة الجمالية لدى الطفل، وهي الذائقة التي ينطلق منها ليحدد مساراته الناجحة في الحياة ويبني بها مستقبله اللامع، مؤكاً ضرورة عدم الإكتفاء بالوسائل المسرحية القديمة كمسرح الظل والدمى وغيرهما، وايجاد وسائل جديدة، وإعادة المسرحيين الكبار للكتابة إلى المسرح ودعمهم بكل الوسائل المهمة كي يمكن معها بناء ثقافي وطني يستحق التقدير.

 

ودعا الكاتب المسرحي ابراهيم الحارثي إلى أهمية التفريق بين المراحل العمرية للطفل في كتابة النصوص المسرحية، وعدم خلط الأسرة الحاضرة للمسرح في توليفة تناسب جميع الأعمار، وهو ما يقود إلى التشتت، أو الضحك والمرح على حساب المضمون الهادف، أو الفكرة التي أرادت المسرحية أن تزرع بها القيم الجمالية المطلوبة، مبيناً أهمية بناء العمل المسرحي الموجه للطفل في ضوء نتائج دراسات عن واقع مسرح الطفل، وعدم جعل العمل المسرحي عمل اجتهادي وفردي، بل عمل تتكاتف فيه جهود  فريق كامل للنجاح.

 

وتستضيف قاعة ملتقى الأدب بمهرجان الشارقة القرائي للطفل مساء 30 من ابريل الحالي ندوة ثقافية أخرى بعنوان "الطفل والقراءة في مرآة العصر" يشارك فيها كل من الدكتور علي الحمادي، وأسماء الزرعوني، والدكتورة لطيفة النجار، ويديرها عبد الفتاح صبري، يتحدث فيها المشاركون عن واقع القراءة، وما يحيط بها من تحديات في العصر الحاضر، وأهمية بحث حلول مجدية تعيد الطفل الى عالم القراءة.