جماليات الحرف العربي تجتذب روّاد مكتبة الشارقة

اجتذبت ورشة للخط العربي عدداً كبيراً من روّاد مكتبة الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب. ونظمت المكتبة الورشة، أخيراً، بهدف التعريف بجماليات الخط العربي، ومراحل تطوره التاريخي، بما يشتمل عليه من خصائص وأنواع مختلفة تتجلى في إبداع التصميم، وغزارة في العناصر البصرية وزخرفة للحرف، التي تدل على ألق حضارة الشرق، وإرث الثقافة العربية المهم.
واشتملت الورشة، التي شارك فيها عدد كبير من روّاد المكتبة، على معروضات فنية، تسلط الضوء على أدوات الخط العربي، وما يحويه من إبهار بصري، وفرادة في تشكيل اللوحات الفنية المؤلفة من حروفه، مبرزة معايير الجمال التي يعتمد عليها في بنيته وتشكيله، شارحة الجوانب الفنية التي يحتوي عليها.
وأوضحت مديرة مكتبة الشارقة العامة، سارة المرزوقي: "تأتي استضافتنا لهذه الورشة من منطلق حرصنا على تعزيز مفهوم الهوية العربية، وحفظ مقوماتها، فالخط العربي يحمل في طياته خصوصية تتمثل في هندسته، وتصميمه، إذ يشكّل تداخل الحروف نسقاً باهراً من علامات الفن الدالة على عراقته، فهو وسيلة لنقل المعارف والعلوم، وله فضل في حفظ مقدرات العلم، كما أنه يعدّ مؤطّراً لهوية ثقافية بارزة بين الشعوب".
وأضافت: "نحرص من خلال هذه الورشة على تمكين لغتنا الأم، وتنميتها برعاية وتشجيع الإبداع الذي يخدمها، ويعززها، ضمن أسس الرعاية الثقافية، ودمج القراءة بالتعرف إلى جماليات اللغة الغنيّة، فدولة الإمارات تولي الاهتمام البالغ باللغة العربية، لأنها المكوّن الأساسي للهوية الوطنية، والرابط الأصيل مع الثقافة الإسلامية، فتنميتها والحفاظ عليها هي تنمية لحاضر الأجيال ومستقبلها".
واشتملت الورشة على سرد مجموعة من قصص الخطاطين عبر التاريخ، التي تسلط الضوء على منعطفات زمنية حملت تطوراً واندثاراً لفنون عدة من الخط العربي، شارحة لمسيرته التاريخيّة بين الشعوب والحضارات، ومشكّلة في الوقت ذاته شهادة مهمة ومفيدة لمعرفة مراحل مختلفة من مسيرة الخطّ.
وحظي الحضور في الورشة بتجربة الكتابة بأدوات التخطيط، من قصبات، ومداد، وأقلام حبر خاصة التي تستعمل في التخطيط على ورق مصقول، إضافة إلى كتابة أسمائهم بالخطّ العربي بالحبر أو بمسحوق لامع، أو بشرائح الذهب.
وتناولت الورشة موضوع فن الزخرفة، باعتباره أحد الفنون المهمة في مجال الخطّ، ويعدّ ركناً أساسياً من أركان الفنّ الإسلامي، الذي يمتاز بالنقوش، والرسومات الخطية، والنباتية، والهندسية، التي تعطي بُعداً إبداعياً آخراً للغة العربية.
وقدمّ الورشة الخطاط علي الحمادي، عضو جمعية الإمارات للخط العربي والزخرفة الإسلامية المتخصص بالخط الكوفي وأنواعه وبالزخرفة الإسلامية والتذهيب، والحاصل على العديد من الجوائز في الخط العربي، فضلاً عن العديد من المشاركات الفاعلة في مختلف المناسبات الاجتماعية والثقافية.