تعيش مدينة سطيف منذ سهرة أمس السبت على وقع الأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية في طبعتها الخامسة التي تحتضنها قاعة الحفلات للمدينة والتي استقطبت جمهورا عريضا ذواقا و محبا لهذا الفن الموسيقى الراقي.و عاد شرف افتتاح هذه التظاهرة لفرقة "ليالي الأندلس" لولاية سطيف التي قدمت معزوفات كلاسيكية راقية و مقاطع موسيقية أندلسية لمواهب شابة أبدعت في عزفها على آلات الكمان و الناي و البيانو محدثة تجاوبا كبيرا مع الحضور. وعرفت هذه التظاهرة في يومها الأول حضورا ملفتا للشباب و العائلات جاءوا للاستمتاع بمواهب هذه الفرقة التي أصبحت و في وقت قياسي تحظى بشعبية واسعة في أوساط المهتمين و محبي الموسيقى الكلاسيكية على الصعيدين المحلي و الوطني.وجاء الدور بعد ذلك لفرقة "ايتنوسفار" من قسنطينة المعروفة بتأديتها لنوبات من الموسيقى الأندلسية في قالب جديد يدخل "البوليفينيا" على هذا الطابع الذي يعتمد تقليديا على المونوفونيا او النغمات العادية.و أظهرت هذه الفرقة إمكانيات كبيرة في أداء الموال و نوبة الزيدان بطابع جديد و جميل كان قادرا على استماله أحاسيس و مشاعر كل الحاضرين.و صرح أفراد بعض العائلات ممن حضرن الحفل لوأج بأنهم جاءوا خصيصا للاستماع و الغوص في أعماق الموسيقى الكلاسيكية وأصالتها بعد النجاح الكبير الذي عرفته الطبعات السابقة لهذه التظاهرة من خلال الباقات المنوعة. و أوضح من جهته رئيس رابطة ثقافة و فنون السيد منير بوخريصة الجهة المبادرة بتنظيم هذه التظاهرة أن هذه الأخيرة تهدف إلى " مد جسر للتواصل بين الموسيقيين وتبادل الخبرات فيما بينهم" مشيرا إلى أن الطبعة الخامسة لهذه التظاهرة السنوية التي يبقى جمالها و روعتها يصلحان لكل الأزمان ستعرف تنوعا من حيث المشاركة. و ذكر نفس المتحدث أن هذه التظاهرة تعد بمثابة تأكيد آخر على أن للموسيقى الكلاسيكية الجزائرية جمهورها.و استنادا لنفس المتحدث فان فعاليات الطبعة الخامسة للأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية ستتواصل على مدار خمسة أيام لتكون "فرصة لالتقاء الفنانين الجزائريين بالمهتمين بهذا الفن والمولعين بالموسيقى الهادئة". و سينشط أيام هذه التظاهرة فرق الموسيقية منها "الإخوة بوشاقور" من الجزائر العاصمة و فرقة "عبد الرحمان قماط" من بوسعادة (المسيلة) و الفنان صالح نايت منصور بالإضافة إلى فرق المعاهد الجهوية للتكوين الموسيقي لولايات باتنة و البويرة و الجزائر العاصمة و كذا "المربع الفني" لولاية بجاية.كما سيتخلل هذه التظاهرة تنظيم لقاءات يناقش فيها المشاركون واقع الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر على أن تختتم الأربعاء المقبل بحفل تقدمه الأوركسترا السيمفونية الوطنية.