اختار المخرج الهوليودى الشهير دافيد راسيل، فى فلمه الجديد "الكفاح الأمريكى"، أن يضرب عصفورين بحجر واحد، وأن يدرج فيه أغنية "وايت رابيت" الشهيرة، ولكن بنسخة عربية لتكون مفاجأة أولى من نوعها، وتم اختيار الشاعرة د.حنين عمر لتقوم بهذه المهمة الصعبة المتمثلة فى كتابة أغنية روك أند رول باللغة العربية، وقد نجحت إلى حد بعيد فى تقديم نص شعرى بالفصحى يحمل نفس الطابع الفلسفى والاجتماعى الذى حملته النسخة الإنجليزية، والذى أراد روسل من خلاله أن يقدم رسالة إنسانية عميقة للعالم العربى.وتعد "أغنية وايت رابيت" التى غنتها فرقة جيفرسون آربلان عام 1967 من أشهر 500 أغنية فى القرن العشرين، وتصنف كعلامة فارقة من علامات تاريخ الروك آندر رول، وقد كان النص الأصلى من كلمات المطربة "جرايس سلايك"، وتعالج فكرة الإدمان على المخدرات التى يعانى منها الشباب، من خلال إسقاطات سريالية ورمزية على قصة أليس فى بلاد العجائب التى كتبها لويس كارول عام 1865. وعن هذه التجربة الأولى من نوعها، قالت الشاعرة د.حنين عمر: "حين اتصلت بى الصديقة المنتجة الأمريكية دونا إيلدر وعرضت الفكرة، شعرت أنها فرصة حقيقية لإيصال اللغة العربية إلى هوليوود من خلال عمل ضخم الإمكانات ويجمع عددا من أهم مبدعى العالم كفلم "الكفاح الأمريكى"، خاصة أن الفيلم موسيقى ويركز على الأغانى كمحرك للأحداث الرئيسية، ولن أقول أنها كانت مهمة سهلة، لأن الإيقاعات الداخلية للحن الأصلى لا تتلاءم مع إيقاعات الشعر العربى، والمطلوب كان كتابة أغنية بصياغة جديدة ولغة مختلفة، لكنها تحمل نفس الرسالة الإنسانية والروح والفكرة والرمزية المرتبطة بقصة أليس فى بلاد العجائب، كان عملا شاقا وتجربة غريبة ورائعة لكننى سعيدة بالنتيجة، فنحن نحتاج حاليا إلى مبادرات لتصدير ثقافتنا للعالم الغربى ولفرض هويتنا الإبداعية والفنية حتى لا تطمسها العولمة". يذكر أن هذا العمل يعتبر سابقة أولى من نوعها، وأن د.حنين عمر التى كانت نجمة من نجوم برنامج أمير الشعراء عام 2007، هى أول شاعرة شابة تصل إلى هوليوود بعد أن فتح لها كاظم الساهر مجال دخول الفن عام 2011 من خلال تعاونه معها فى أغنية "ماذا بعد؟" التى لاقت نجاحا كبيرا، ثم تعاونت مع المطرب التركى المعروف "آرسين" سفير السلام لعام 2013 فى أغنية مزجت الفصحى بلحن تراثى تركى، وأخيرا طرقت أبواب السينما من خلال مشاركتها ضمن الفريق الموسيقى "الكفاح الأمريكى" الذى ضم نخبة من نجوم هوليوود منهم كريستيان بيل وإيمى آدمز وبرادلى كوبر وجنيفر لورانس وجيريمى رينر وروبرت دى نيرو، وقد حاز فى أول أيام عرضه خلال هذا الشهر على جائزة نقاد نيويورك، وتم ترشيحه أمس كمنافس قوى فى جوائز الأوسكار ولجائزة أفضل فيلم لهذا العام.