تمثال الرجل الأسد، أحد أقدم الأعمال الفنية الشهيرة فى العالم، والذى يعود إلى العصر الحجرى، والمصنوع من ناب فيل ضخم منقرض، صار الآن مكتملا إلى حد كبير مرة أخرى بعد عملية بحث استثنائية عن أجزائه المفقودة.وأعاد علماء آثار تثبيت نحو 80 جزءا عاجيا صغيرا تم العثور عليها مؤخرا إلى القطعة الأثرية التى يرجع عمرها إلى نحو 40 ألف سنة، وقد جرى عرضه للمرة الأولى فى متحف أولم بجنوب ألمانيا الشهر الماضى منذ أحدث عملية ترميم له. هذه العملية المضنية التى تشبه ألعاب الألغاز لإعادة تجميع أجزاء التمثال البنى الرمادى الذى- له رأس أسد الكهوف الأوروبى المنقرض الآن وجسم إنسان منتصب، ساعدت أيضا فى حل لغز جنس التمثال الذى حير علماء الآثار لعقود. فقد اتضح أن الرجل الأسد هو فى الواقع ذكر.ويقول الخبراء، إن المنطقة التناسلية فى التمثال لا تترك مجالا لأى استنتاج آخر.وقد تم الكشف عن أول أجزاء عاجية للتمثال فى أواخر أغسطس 1939 فى موقع يعود للحقبة الأورينياسية يعرف بكهف شتادل فى جبال شفابيان بجنوب ألمانيا، وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية فى بدايات الشهر التالى، هجر علماء الآثار الموقع تاركين التربة التى حفروها كما هى دون غربلة. أعقب ذلك عمليات تنقيب بعد الحرب، حيث فحص فريق من علماء الآثار من جامعة توبنجن فى ألمانيا التربة التى سبق حفرها، باستخدام طرق علمية حديثة ليجدوا المئات من أجزاء عاجية لحيوان الفيل الضخم المنقرض بعضها تلائم الرجل الأسد.وبعد ذلك تم تفكيك أجزاء التمثال ثم أعيد تجميعها فى الأشهر الأخيرة باستخدام الأجزاء المكتشفة حديثا. وبالإضافة إلى الأجزاء الثمانين كان هناك 20 جزءا أخرى قال الخبراء إنها تنتمى للتمثال لكنهم لم يعرفوا بالضبط أين يثبتوها فى جسم التمثال، وفقا لمتحف أولم. يشار إلى أن تمثال الرجل الأسد أصبح أطوال ألان بمقدار 5ر1 سم حيث يبلغ إجمالى طوله 1ر31 سم. كما أصبحت منطقتا الصدر والرقبة لديه أعرض، وهو ما يجعله يشبه الحيوان بصورة أكثر من ذى قبل.غير أن أكبر الاختلافات تتمثل فى أن من قاموا بترميم التمثال قرروا أن يستغنوا عن الشمع والخليط من الأحجار الطباشيرية التى كانت تحشو المساحات الفارغة بين أجزاء التمثال فى السابق. وتلخصت الفكرة السابقة فى جعل التمثال يشبه نسخته الأصلية قدر الإمكان. وتتلخص الفكرة الآن فى توضيح فكرة أن التمثال غير مكتمل الأجزاء. وفى إطار إقامة المتحف لعرض خاص تحت عنوان "عودة الرجل الأسد"، يمكن للزوار مشاهدة قطعة أثرية ينقصها عدد من الأجزاء أكبر من ذى قبل، لكن جميع أجزاء التمثال هى أصلية.