نظمت مؤسسة "الأمير عبد القادر" في الجزائر لقاءًا دوريًا، ذَكرت فيه بمواقف وخصال مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ردًا على ما يتم تداوله من مغالطات تاريخية. وأدار اللقاء كلاً من أستاذ الكلية الجزائرية العليا لعلوم الإعلام والصحافة الأستاذ سليمان عبد العزيز، وأستاذ اللغة العربية وآدابها الأستاذ نور العبري. وقال الأستاذ سليمان عبد العزيز، في المداخلة التي ألقاها، أن "الأمير عبد القادر كان رجلاً بأتم معنى الكلمة، وأن المغالطات التي قيلت عنه لا أساس لها من الصحة"، موضحًا أن "الأمر يتعلق أساسًا بالدوافع والأسباب، التي أجبرت الأمير على إيقاف القتال ضد الاستعمار الفرنسي"، مؤكدًا أن "الأمير لم يستسلم لسبب وجود تقارب بينه و بين المستعمر الغاشم، كما يدَعي البعض، وإنما فعل ذلك تفاديًا لوقوع إبادة جماعية  لسكان الجزائر"، مستدلاً على ذلك بـ"انخفاض الكثافة السكانية في الجزائر، في تلك الفترة، من 8 ملايين و نصف عام 1872، إلى 2.1 مليون نسمة"، لافتًا إلى أنه "لو لم يتخذ الأمير عبد القادر هذا القرار، لكان الشعب الجزائري قد أبيد تمامًا، كما حصل مع الهنود الحمر في أميركا". بدوره، نوه الأستاذ نور الدين العبري بالمكانة التي حظي بها الأمير عبد القادر، ولا يزال، فقد كان هذا الأخير محل إعجاب واعتراف من قبل خصومه قبل أتباعه، مذكرًا "بالنصب التذكاري، الذي أقيم تخليدًا له في العاصمة المكسيكية"، وأضاف "لم يكن الأمير عبد القادر قائدًا عسكريًا و حسب، ولكن له مؤلفات وأقوال في الشعر، تبرز مدى إبداعه، ورقة إحساسه، ومكانته الأدبية و الروحية". يذكر أن للأمير كتب عدة، أهمها المواقف، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، وهي عبارة عن رسالة وجهها للفرنسيين.