انتقد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) مشهدا كوميديا هزليا يقدم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام بصورة رجل عنيف. كان قد تم عرض المشهد في الآونة الأخيرة في برنامج "ساتردي نايت لايف" على قناة "إن. بي. سي" الأمريكية. وقال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض إن قناة "إن. بي. سي" قدمت توصيفا للمقطع الهزلي جاء فيه: "في فيلم الانتقام التاريخي للمخرج والمنتج والممثل الأمريكي كوينتن تارانتينو الجديد "يسوع غير مصلوب"، فإن يسوع يخرج من قبره وهو مصمم على استهداف الرومان بزعم الانتقام منهم لأنهم قتلوه صلبا. وأضاف عوض "مثل هذا التشويه للمسيح عليه السلام وما يمثله يعد أمرا مهينا للمسلمين ولكل من يؤمنون برسالته ونحن وإن كنا نتفهم التصوير الصادم والمفارقات الغريبة بهدف إثارة روح الدعابة، إلا أننا نعتقد أن مثل هذا التصوير المقيت لشخصية دينية تحظى بتبجيل مليارات من المسلمين والمسيحيين في العالم أمر يتجاوز حدود الكوميديا". وأوضح أن هيئة "كير" تؤيد وبقوة حق الجميع في حرية التعبير، ولكنّا كنّا نأمل بالتزام الآداب العامة واحترام معتقدات الآخرين بشكل يساهم في تجنب التصوير المؤسف من مثل هذا القبيل. وأشار عوض إلى أن كثير من الناس لا يدركون أن المسلمين يجلون ويحبون المسيح عليه السلام كواحد من أعظم رسل الله عز وجل، وقال: "في كل مرة يذكر فيها المسلمون المسيح عليه السلام فإنهم يتبعونها بقولهم: صلى الله عليه وسلم". وأكدت "كير" على المكانة العالية التي يحظى بها المسيح عليه السلام في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مقتبسا قوله تعالى: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ". (آل عمران: 45)، كما يشير البيان إلى أن القرآن يخبرنا بأن المسيح عليه السلام تكلم وهو في المهد، وبأنه كان يشفي الأعمى والأبرص بإذن الله، ويقتبس البيان آية قرآنية أخرى: "وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً" (الحديد: 27). ويوضح البيان أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى عيسى عليه السلام بأنه "روح الله وكلمته" وبأنه قال فيه: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد". (صحيح البخاري). يذكر أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) هو أكبر المؤسسات الحقوقية المدنية الإسلامية التي تدافع عن حقوق وحريات المسلمين الأمريكيين. وتهدف "كير" إلى تعزيز فهم الإسلام، وتشجيع الحوار، وحماية الحقوق والحريات المدنية للمسلمين، ولتقوية دور المسلمين الأمريكيين، فضلا عن بناء تحالفات تحض على العدالة وتشجع على التفاهم المشترك.