تعمل مجموعة من الفنانين العرب من سوريا ولبنان ومصر والبحرين وفلسطين وسواها على اطلاق حملة لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي في البلاد العربية، في محاولة لإغناء النقاش حول هذه الظاهرة وسبل مواجهتها، وذلك من خلال فيلم قصير وكتاب قصص مصورة تروي احداثا حقيقية.وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تتصدر فيه قضايا التحرش الجنسي، لا سيما في مصر، واجهة القضايا الاجتماعية والنقاش في المجتمعات العربية الخارجة من التحولات السياسية الكبرى، وخصوصا بعد حوادث التحرش الدموية التي سجلت في مصر في ظل انكفاء السلطات عن المعالجة وتبرير بعض الاسلاميين المتشددين لهذه الحوادث، ما اثار ردود فعل ومبادرات احتجاجية في بعض المدن العربية وفي الساحة الافتراضية على الانترنت. والمشروع تقوم به المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، بالشراكة مع مؤسسة "هاينرش بول" الألمانية، و"انترنيوز" الأردنية، وقد أنجزت فيلما قصيرا من ثلاث دقائق اعتمد تقديم واحدة من قصص التحرش عبر الدمى، في إطار مسرح خيال الظل.وقال محمود حوراني، أحد القائمين على المشروع "هذا العام هدفنا كان صناعة دمى لها علاقة بحقوق الإنسان في عالمنا العربي، ومن هنا فكرنا بعمل شيء ضد التحرش، فجاءت فكرة فيلم، وهو دعاية توعوية".وأضاف "أما لماذا اخترنا مسرح خيال الظل، فلأنه منا وفينا، وجذوره مديدة". ويتناول الفيلم قصة واحدة، يتعرض فيها شاب لفتاة في الطريق، بألفاظ شارعية، والفيلم يصور المفارقة بين الاستعراض الدنجواني للرجل، وإبداء رغبته في "الحصول على البنت"، وكيف سينقلب إلى ادعاء إهمالها واحتقارها حين ترفضه بقوة.وينتهي الفيلم بأغنية راب تصور السلوك الفظ للشاب المتحرش، وتحاول الاقتراب من عالم شباب اليوم برشاقة أسلوبها. وأكد حوراني أن جزءا من أسلوب عملهم كان "اختبار القصص التي جرى جمعها مع متفرجين، للوصول إلى القصة الأكثر واقعية، ولغة الحوار الأقرب إلى التصديق". الفيلم هو من تصوير جود كوراني، وقام بتحريك الدمى مصطفى حجازي ودانا جمول.وأوضح حوراني أن مجموعة من النساء، من بينهن سحر مندور وكارولين كنج ونادين بكداش وسوسن نورالله "قمن بالبحث في قصص سالفة تتحدث عن مواجهة النساء للتحرش في غير بلد عربي".كذلك فإن المشروع يتولى إصدار كتاب يجمع عددا من الرسوم التي تلخص القصص التي جمعت من عدة بلدان عربية.ويقول حوراني "واحدة من القصص تتحدث عن سيدة يمنية كانت تخفي دبوسا حين يجري التحرش بها في حافلة مزدحمة، وبه كانت ترد على محاولات التحرش". ومن مصر قصة "عن تظاهرات طنطا وكيف أغلقت النساء الشارع احتجاجا على التحرش". ومن الأردن "هناك حكاية الأستاذة الجامعية التي شجعت طالباتها على عمل فيلم ضد التحرش، وفصلت إثر ذلك من الجامعة، قبل أن تعود تحت ضغظ المؤيدين لها". ومن البحرين هناك "حكاية نادي الكاراتيه الذي تأسس لتعليم النساء كيفية الرد على المتحرشين". يختم حوراني بالقول إن الفيلم "سيوزع بشكل مجاني على الفضائيات والمعنيين كعمل دعائي، أما الكتاب فسيطبع منه ستة آلاف نسخة".