يرى الروائى احمد الخميسى ان أهم حدث ثقافي هذا العام هو حالة الوعى الفكري التي بزغت بقوة بين قطاعات واسعة جدا من الشعب المصري, الوعي الكرامة والحرية, طالما تحدثنا من قبل عن ضرورة ثورة ثقافية, وضرورة محو الأمية, وضرورة اجتذاب الناس للقراءة,وكثيرا مانشر البعض كتابا جيدا هنا وهناك, لكن ثقافة الشعب المصري لم ترتج على مدى ثلاثين عام من كل هذا , كما اهتزت من جذورها هذا العام. وقال لقد تغيرت إلي ثقافة أخرى يسميها يوسف إدريس " الثقافة ذات الكرامة .. التي تلمح إشعاعها في بريق العيون ونصاعة الموقف". أهم حدث ثقافي هذا العام هو الوعي الشعبي بقيمة وأهمية الحرية والوطن. إنه حدث ضخم لايفوقه أي حدث آخر من صدور لكتاب أو انعقاد لمؤتمر أو فوز بجوائز. وذكر الخميس أجمل كتاب قرأته هذا العام هو رواية " بيت من نار" للروائي المعروف محمود الورداني الذي نشر خمس مجموعات قصصية وخمس روايات, وقد جاءت هذه الرواية تتويجا من أبدع مايكون لمسيرته كأديب, وفي اعتقادي أنها تصور بدقة جمالية مرهفة كل الواقع الذي تجرعناه لسنوات طويلة حتى قادنا إلي الثورة. هي رواية أقرب إلي ملحمة عبر مختلف الأزمنة بقلم كالملقاط لا يمسك إلا بالتفاصيل الدالة الموحية الموظفة فنيا في بناء سردي مدهش. وقال الخميسى عادة ينتخب الناس شخصيات عامة معروفة. لكن ما من شخصية في اعتقادي تفوق " جيكا عصفور الثورة " أعني جابر صلاح الذي فارق الحياة شهيدا للثورة قبل أن يتم السابعة عشرة. هناك شهداء كثيرون لكن " جيكا " أكثرهم تجسيدا للثورة , للحلم البرئ الذي تم اغتياله, للشجاعة التي تجعل شابا صغيرا يتحدى الموت مرتين في نفس الشارع " محمد محمود", وهو أيضا تجسيد لحقيقة أن البعض منا منح قلبه للرصاص الذي انهمر, واختار الرصاصة التي اخترقت رأسه. إنه تجسيد لكل دراما الثورة وأحلامها,و لقد بعد جيكا عصفور الثورة عن الأرض فاتسعت السموات كلها أمام جناحيه. وقال القاص احمد الخميسى للأسف هناك فارق كبير بين التوقعات والأماني و أتمنى أشياء كثيرة جميلة وأتوقع أشياء كثيرة قاسية. أشد ما أخافه حتى بيني وبين نفسي هو شيوع الفوضى التي تقود مصر إلي التهدم كدولة وكمؤسسات بحيث يصبح الوطن وحيدا بلا حماية. و أتوقع احتدام الصراع السياسي,و استحكام الأزمة الاقتصادية,و المزيد من التدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية,والمزيد ليس فقط من تضارب الوعي بل والقدرة على التحرك الشعبي وفقا لهذا الوعي.