أمستردام ـ وكالات
ارتبطت الصورة النمطية لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عند أنصاره بالجهاد وعند أعدائه بالإرهاب، ولكن الفنانة الهولندية الشهيرة عالميا ماريان دوماس استطاعت أن تكشف جانبا فنيا آخر من خلال لوحة "الشيخ" التي تحمل ملامح زعيم القاعدة وتتسم باللين واللطف والبشاشة. ومع إعادة فتح متحف المدينة بأمستردام في سبتمبر/أيلول الماضي بعد ترميمه، تم تخصيص جناح خاص للفنانة دوماس يضم عددا من إبداعاتها الفنية، بينها لوحة لبن لادن تم رسمها عام 2010. وتوضح الفنانة الهولندية من أصول جنوب أفريقية على هامش افتتاح القسم الخاص بها في المتحف، أنها اعتمدت على صور وفيديوهات ونصوص لاكتشاف ملامح زعيم تنظيم القاعدة، وتبدو عليه ملامح عيون هادئة وابتسامة رقيقة، ونظرة تتسم بتعبيرات المحبة والليونة، وهو ما يتناقض مع الصورة السائدة في وسائل الإعلام من ربطه بالشدة والعنف وشيطنة الوجه، حسب قولها. وأضافت أنها اعتمدت في رسمها هذا على تشابك بين الصورة والنص، فهي ترى أن "العلاقة بين الصورة والنص مهمة جدا بالنسبة لها"، كما اعتبرت أن طريقة استخدام الألوان أضافت تعبيرات زاهية وألقت بظلالها على نواحٍ فنية بارزة لم تكن لتظهر في الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام. وأعرب مدير المتحف آن غولدشتاين في بيان صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه، عن فخره لاحتواء المتحف على مثل هذا العمل، وقال "نحن فخورون في متحف المدينة بأن لدينا هذا العمل الإبداعي والإضافي في مجموعتنا الفنية". وأضاف غولدشتاين في كلمة له أثناء افتتاح القسم الجديد للفنانة في المتحف، أن دوماس استطاعت بهذا العمل الفني أن تعالج مسألة حساسة ومعقدة في التعامل مع موضوع شبه مستحيل في الواقع، معتبرا أن إقدامها على معالجة موضوع بهذا المستوى من التعقيد يعد في حد ذاته إبداعا. وأوضح أنه "من المستحيل أن تكون في وضع مريح وأنت تقف أمام هذه اللوحة الإبداعية، فهو عمل يجمع بين الإثارة والروعة على حد سواء، ويترك انطباعا لا يمحى من ذاكرة من يراه". وقالت المسؤولة الإعلامية بالمتحف أنامات روسلر في رد على سؤال الجزيرة نت حول ردود فعل زوار المتحف بعد مشاهدة اللوحة، إن هذه الردود متنوعة، حيث يكون رد فعل البعض للوهلة الأولى سلبيا، لكن بمجرد أن تنتهي الصدمة الأولى تتغير نظرته بالإمعان في الأبعاد الفنية للوحة وما تتضمنه من تعبيرات. وحول الاهتمام الإعلامي الكبير باللوحة أوضحت روسلر أن عاملين أسهما في ذلك وهما شخصية بن لادن وشهرة الفنانة دوماس المعروفة بمعالجتها للصور النمطية والأحكام المسبقة ولموضوعي الموت والحياة. يذكر أن الفنانة دوماس اشتهرت بلوحتها الفنية التي رسمت فيها 12 شابا بملامح عربية، منهم من عرف في عمليات تفجير وآخرين من ضحايا الدفاع عن الحرية وبعضهم من جيرانها الساكنين في مدينة أمستردام، وهي تعتبر أن هذه اللوحة عبارة عن رسالة غير مباشرة للجمهور الذي وقع تحت تأثير الأحكام المسبقة.