تراث الإمارات

تشهد إدارة مشاريع سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، نشاطاً مكثفاً في التخطيط لعدد من المشاريع الحيوية وتطوير أخرى والإشراف على تنفيذ عدد آخر في أكثر من موقع من مناطق إمارة أبوظبي، تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الرامية إلى خدمة أنشطة نادي تراث الإمارات وفعالياته التراثية مطردة النمو والتطور، وبما ينسجم مع مرتكزات وبرامج ومشاريع خطة أبوظبي 2030، إذ تم اعتماد هذه المشاريع ليتم تنفيذها والانتهاء منها خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وتدير هذه المشاريع وتتابع تفاصيل تنفيذها لجنة خاصة، وجَّه بتشكيلها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، تضم نخبة من الشباب المواطنين ذوي الكفاءات، الذين تنوعت خبراتهم لتشمل مختلف التخصصات التي تفي بمتطلبات هذه المشاريع، وتشكل اللجنة خلية عمل لا تهدأ للوقوف على كل خطوة في مسيرة التخطيط والمتابعة والتنفيذ والتغلب على أي معوقات، ولضمان تكامل العمل في الإمارة والانسجام مع مختلف التوجهات الحكومية، بما فيها دعم الالتزام بمتطلبات الاستدامة وأهداف الاستراتيجية البحرية لإمارة أبوظبي، إذ تعمل اللجنة بالتنسيق مع مجموعة من الهيئات والجهات الحكومية المعنية، لا سيما دائرة التخطيط العمراني والبلديات في إمارة أبوظبي، ومساندة، وديوان ولي العهد، ووزارة شؤون الرئاسة.

ويتوزع جلُّ هذه المشاريع على مناطق تشكل للنادي أبرز الميادين الرئيسة التي تشهد أهم الأنشطة والفعاليات السنوية التي دأب على تنظيمها، وهي منطقة سويحان التي تحتضن ميادين مهرجان سلطان بن زايد التراثي، أحد أهم مهرجانات الإبل في المنطقة، وجزيرة السمالية، المحمية البيئية والطبيعية التي تعد الميدان التراثي التدريبي لطلبة النادي على أهم النشاطات التراثية وحاضنة ملتقيات النادي الطلابية، ومنطقة الختم التي تستقر بين أرجائها أكاديمية بو ذيب للفروسية، التي تأخذ على عاتقها رفد فروسية الإمارات بالفرسان الواعدين، إلى جانب جارتها قرية بوذيب العالمية للقدرة، كما تصل مشاريع الإدارة إلى مدينتي السمحة والرحبة اللتين يقطنهما عدد كبير من ذوي الطلبة المنتسبين إلى النادي.

تشهد منطقة سويحان، حيث الكرنفال التراثي السنوي الذي تشهده المنطقة سنوياً مع مهرجان سلطان بن زايد التراثي، مشاريع تطويرية تواكب تطور المهرجان الموصول، تمتد من دوار «الشط» في واجهة المدينة حتى موقع المهرجان، وفقاً لما قاله الدكتور المهندس خليفة جمعة الكعبي، رئيس اللجنة مدير مشاريع سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، إذ يشهد هذا الطريق تطويراً في البنية التحتية، بحيث يغدو شارعاً بأربع حارات، اثنتان لكل اتجاه، وبطول سبعة كيلومترات، محفوفاً بزراعة جانبية من النباتات والأشجار البرية التي تساهم في زيادة مساحات التشجير الخضراء، ويحاذي هذا الشارع ممشى بطول ثلاثة كيلومترات يخدم أصحاب العزب والقاطنين في المنطقة، ويسهّل توافد جماهير المهرجان فترة تنظيمه. وبين الدكتور الكعبي أن موقع المهرجان نفسه سيحظى بعدد من المشاريع التطويرية التي تطال مضماري سباق الإبل والسلوقي، وإنشاء شوارع رئيسة تسهّل الدخول إلى ميادين المهرجان، إضافة إلى مسارات جديدة ومحدثة لمشي الإبل وتدريبها، وكذلك إقامة مسجد جديد يتسع لنحو 1500 مصلٍّ، ليواكب التوسع الحاصل في المنطقة والتزايد المضطرد في أعداد المشاركين في فعاليات المهرجان والزائرين له، بعد أن أصبح المهرجان حدثاً تراثياً فاعلاً في تنشيط السياحة التراثية والثقافية، وأشار إلى أنه تم رصد ميزانية لإقامة منصة للمزاينة خلال السنوات الثلاث المقبلة، تكون ذات طابع تراثي يعكس طبيعة الإمارات بشكل عام، والمهرجان بشكل خاص، كما يتم حالياً دراسة مشروع بناء سوق شعبي، وتقييمه النهائي، بحيث لا يقتصر نشاط هذا السوق على فترة تنظيم المهرجان، بل سيكون دائماً لتعزيز التنمية المحلية، وخدمة أهالي المنطقة والمستثمرين.

 

وقال الدكتور خليفة الكعبي: «سيقام في جزيرة السمالية أول مضمار سريع لسباقات الخيول في أبوظبي بطول قياسي عالمي يبلغ أربعة كيلومترات، مما يُعد من المشاريع المهمة والحيوية التي تضفي على الجزيرة مكاسب وميزات إضافية جاذبة للسياحة»، مضيفاً: «إن ميدان الرماية في الجزيرة سيشهد تطويراً ضمن المشاريع الجديدة، بما يتماشى مع متطلبات الأمن والسلامة، لتغدو ميادين الجزيرة ومرافقها بمواصفات عالية».
وتشكل جزيرة السمّالية لنادي تراث الإمارات البوابة البحرية والميدان الرئيس الممهّد، لمزاولة الأنشطة التراثية والثقافية والتربوية والبيئية والفلكية، بالإضافة إلى استقبال ضيوف الدولة الرسميين وضيوف النادي.

كما تشهد استحداث وتنفيذ ومتابعة عدد من البرامج التنموية للحياة البرية كإطلاق الغزلان والطيور والأرانب البرية، وللحياة البحرية التي من أبرزها المحمية البحرية، حيث أعلن رسمياً بتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أن تكون المنطقة البحرية الواقعة شمال جزيرة السمّالية -والتي تبلغ مساحتها حوالي 14 كيلومتراً مربعاً- محمية بيئية بحرية، لغناها بالثروات الطبيعية من الكائنات البحرية الحية. وتابع الدكتور الكعبي: في قاعة سلطان بن زايد الكبرى للفروسية في منطقة الختم، حيث يتدرب عشرات الطلبة المنتسبين لأكاديمية بوذيب للفروسية معظم أيام السنة، ثمة نصيب من المشاريع الجديدة، وسيقام مبنى إدارياً للأكاديمية يقام ملتصقاً بمبنى الصالة التي يتوسط موقعها التجمعات السكنية الموزعة في المنطقة، مثل الختم والخزنة والوثبة وغيرها، وتُعد ميدان التدريب الرئيس على العديد من رياضات الفروسية. وفي المنطقة نفسها، حيث تمتد مضامير قرية بوذيب العالمية للقدرة التي تحتضن سنوياً عدداً من سباقات الفروسية المحلية والدولية، يهتم الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان بإقامة أول مستشفى خاص بالخيول في أبوظبي، وفقاً لما أشار إليه الدكتور الكعبي، الذي توقع أن يبدأ العمل بإنشائه في غضون السنوات الثلاث المقبلة، ليشكل هذا المستشفى مرفقاً حيوياً وركناً مكملاً لمشروع فريد من نوعه لخدمة رياضة الفروسية. وأوضح الدكتور الكعبي أن لجنة المشاريع التابعة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان عهِدت إلى شركة مساندة بتنفيذ مبنيين، أحدهما في مدينة السمحة، والآخر في مدينة الوثبة، ليشكلا مركزين للطلبة المنتسبين للنادي، بمواصفات حديثة ومرافق متكاملة، تساعد النشء في صقل، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم.