معرض الشارقة الدولي يحتضن "قيمة الكتاب في الحضارة الإسلامية"

أكد أكاديميون متخصصون في مجال البحث والتأليف والإنتاج الإبداعي أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعادت هيبة الكتاب من جديد، وكونت بنية تحتية مهمة للكِتاب والباحثين من أجل التنافس نحو الإنتاج الإبداعي، وهي تخطو خطوات مهمة في سبيل إنتاج الأعمال التطبيقية في خطوة تعيد العصور الذهبية للعلماء العرب والمسلمين الذين شكلوا حجر الزاوية في البناء الحضاري والإنساني كله.

بهذه المقدمة افتتح الدكتور صالح محمد زكي، وأدار ندوة "قيمة الكتاب في الحضارة الإسلامية" التي أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وحضرها كل من الدكتور سلامة البلوي، والدكتور محمد مؤنس عوض، ونخبة من المؤلفين والكتاب وجمهور المعرض.

وفي خطوة لفهم أسباب تطور صناعة الكتب (شكلاً ومضموناً) في العصور الإسلامية الأولى، ومحاولة إعادة تلك العوامل الجديدة للنهضة، بين البلوي في سبع نقاط طبيعة تلك العوامل التي لخصها بتشجيع الأمة على العلم (حكاماً ومحكومين)، وإنشاء المكتبات، وتوفير الإمكانات للبحث والتعليم، وتأسيس بيوت الحكمة، وسيادة روح التسامح، والرغبة في طلب الحقيقة، واجتهاد وإخلاص العلماء في اكتساب المعرفة.

كما بين البلوي أسبقية الحضارة الإسلامية في تأسيس قواعد التعامل مع الكتاب بشكل غير مسبوق منها: المحافظة عليه من التلف، ووضعه في مكان بعيد من العبث، ومراعاة الطرق الصحيحة في فتحه وتقليب أوراقه، وتوقيره والإهتمام بنظافته، وصفه بشكل قائم، وعدم طي حواشي الورق، كما ساق البلوي مجموعة من إحكام الإعارة والإستعارة للكتب.
ودعا الدكتور محمد مؤنس عوض إلى إنتاج أعمال جديدة تعيد القراء إلى الكتاب، لا سيما في مجال تقليل مشكلات عصر الصورة التي اكتسحت كل مجالات الحياة، وأصبحت ثقافة سائدة على حساب ثقافة الكتاب، كما أشار بالجهود المبذولة في مجال الترجمة، مؤكداً أن من أبرز عوامل نيل الحضارة اللحاق بترجمة المصنفات الحديثة للوقوف على آخر المستجدات.

ونبه الدكتور سلامة البلوي إلى أهمية عدم التعامل مع التاريخ المشرق للحضارة العربية والإسلامية كسلة لتبرير الفشل والتراجع، كمصدر للفخر دون إنتاج أعمال تليق بالتاريخ المذكور، أو تحليل أسباب التاريخ الذي عزز حضور العرب والمسلمين في مجال العلوم والتأليف، والإنتاج العلمي.