دبي -صوت الإمارات
منحت «جائزة خلف أحمد الحبتور للإنجاز»، للراحل الشاعر محمد بن حاضر، لجهوده المعرفية والثقافية والمجتمعية، باعتباره أحد القامات الأدبية في دولة الإمارات، وجاء ذلك مساء أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، بفندق إنتركونتيننتال، بحضور رجل الأعمال الإماراتي خلف بن أحمد الحبتور، الذي أكد في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أن محمد بن حاضر يُعتبر سفيراً حقيقياً لثقافتنا العربية والمحلية، وتكريمه يمثل تقديراً حضارياً.
وأفصح خلف بن أحمد الحبتور، رفقةَ حارب بن حاضر، وحمد بن محمد بن حاضر، ممثلا أسرة الراحل، عن تفاصيل علاقته مع محمد بن حاضر، وذلك عبر أمسية نقاشية أدارتها إيزابيل أبو الهول مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، التي قالت إنها تساءلت عن الأثر الشعري في فكر محمد بن حاضر، ليخبرها في حوار جمعهما، في وقت سابق، أنه أخذ فعل (القصيدة) من والدته.
وفي سياق البعد المعرفي في شخصية الراحل محمد بن حاضر، أشار خلف بن أحمد الحبتور إلى أن محمد بن حاضر كان منبعاً للمعرفة بشكلها الإيجابي والشفاف، فهو صريح جداً، في الحديث عن وجهة نظره، ويفصح عن كل ما في قلبه وعقله، حتى وإن كان غير مقبول، وهو مسكون بالرومانسية والجمال. وقدم خلف الحبتور خلال الأمسية إحدى قصائد الشاعر محمد بن حاضر، وفيها:
الحُسْنُ أحمر والحِسانُ وروْدُ
والعاشِقُون لدى الحسانِ عبيدُ
يا منْ فُتنْتُ بخدّها وبثغْرها
هل لي إلى تلك الشفاهِ وُرُود؟
حُلُمُ لقاؤُكِ لو تحقق مرةً..
من جهته، أوضح شقيق الشاعر الراحل حارب بن حاضر أن شعر أخيه تضمن عدداً من الموضوعات المختلفة، من بينها المرأة والفلسفات الكونية وغيرها، منوهاً أن محمد بن حاضر، يؤمن بالكلمة الجميلة، وقدرتها على الوصول إلى الإنسان، أكثر من المادة، وأنه كان بعيداً كل البعد عن التجارة، بل كان يسبح في فضاءات مختلفة تماماً.
«فئران أمي حصّة»
وضمن فعاليات المهرجان، نظمت أيضاً جلسة «فئران أمي حصة» للروائي الكويتي سعود السنعوسي، وجاءت جلسة تفاعلية، بين الروائي والجمهور لتطرح مجدداً، عمق الأزمة الطائفية في الوطن العربي، وما تلعبه من تهديد إنساني مباشر، في الحياة المجتمعية، حيث أكد الروائي الكويتي سعود السنعوسي أن منع الرواية في الكويت، موطن الرواية الجغرافي، يتحمل مسؤوليتها القارئ بشكل رئيسي، فهو الرقيب الأساسي الذي يعكس فعل مؤسسة الرقابة العامة. ووعيه تجاه أهمية ما يطرح في المنجز الأدبي، هو السبيل إلى تعزيز مهمة الفعل الروائي كمهمة تحذيرية، واستشفاف لوضع الكويت، بشكل خاص، مبيناً أن الرصد في الرواية اعتمد على العفوية المطلقة في التراكم المجتمعي والحدث في مخيلة الروائي، إضافة إلى الرصد القائم على البحث والقراءة.
ورغم التساؤلات المختلفة من قبل الجمهور حول الرمزيات المتعددة في النص السردي للرواية، إلا أن سعود فضل أن تبقى التأويلات حقاً مشروعاً للقارئ، دونما تقديم إجابات مباشرة.
وحول سياقات منهجية (المصير) في الرواية، وأبعاد الهاجس الخاص بالروائي، لفت سعود السنعوسي إلى أن (الفزع) الحقيقي من المصير الواضح، ساهم في توجيه مضامين النص، وبالنسبة له فإن المرحلة ككل، لم تتح له فرصة تخيل مصير مغاير عما ورد في الرواية.
وتوجه جمهور الأمسية، في مداخلاته، نحو أهمية الكتابة عن تفاصيل المدن، وأن الإغراق في المحلية، لا يمثل منحى سلبياً أبداً، فالتفاصيل المتفرعة، من الحالة الإنسانية في الرواية، تجعلها محل إسقاط على مختلف المشكلات المجتمعية في البلدان العربية.