خطباء الجمعة

نقل خطباء الجمعة أمس إن من جمال ديننا، وكمال شرعنا، أنه أمر بالبر والإحسان، وحث على صنائع المعروف، ووعد أهلها بالمثوبة والغفران، ونيل الرحمة والرضوان، وصنائع المعروف تدخل في كل خير تفعله طاعة لله تعالى، أو إحسانًا إلى خلقه، وهي سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بذل الخير، وصنع المعروف، أي من كان عنده طعام زائد عن حاجته فليتصدق به على من لا طعام له .
وأضافوا أن صنائع المعروف كثيرة، فالكلمة الطيبة، وكف الأذى عن الناس معروف، وبذل شتى أنواع الخير إلى الآخرين معروف، والوحشان هو الذي يشعر بالوحشة فتؤنسه بالقول الجميل، والسعي في قضاء حوائج الناس من المعروف .
وأشاروا إلى أن لصنائع المعروف آدابًا تجدر مراعاتها، لكي يفوز صاحبها بحسن عواقبها، وجميل ثمارها، منها احتساب الأجر عند الله تعالى، فلا ينتظر صاحب المعروف مقابلًا من الناس على إحسانه، ولا مكافأة على معروفه، فأبشر يا صانع المعروف، واعلم أن الله سبحانه سيجزيك الجزاء الأوفى بأفضل مثوبة، وأحسن عطاء، وبذل المعروف وإن كان قليلًا، فإن الله تعالى يبارك فيه، ويقبله وينميه .
وذكر الخطباء قد تكفل الله عز وجل بإثابة من بذل معروفًا وإن كان صغيرًا، ووعد عليه بمضاعفة الأجر والثواب، إن لصنائع المعروف ثمرات كثيرة، فهي تشرح الصدور، وتزيد في الأجور، وتصرف البلاء، وهي سبب لنيل مغفرة الله تعالى ورضوانه، والفوز بنعيمه وجنانه، فما أجمل أن يكون المسلم في مجتمعه ناشرًا للخير، صانعا للمعروف، فإنه بذلك يؤلف بين القلوب، وينال مرضاة علام الغيوب، وسيجده في صحيفته مكتوبًا، وفي سجله محفوظًا .
وأضافوا في صنائع المعروف حفظ للأولاد والذرية، ووقاية له ولهم من السوء والفتن، ومن صنائع المعروف التي يحتاجها الناس اليوم إظهار الدين في سماحته ونقائه كما أراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فأجمل معروف يقدمه الإنسان لنفسه ودينه ووطنه أن يظهر جانب المعروف في هدي شريعتنا السمحاء، ومن أنواع المعروف التعامل مع الناس بالأخلاق العالية والمعاملة الراقية، فالموظف الذي يحسن إلى الناس وهو يؤدي عمله فقد قدم المعروف لنفسه ومجتمعه ووطنه .