سعيد الصلخدي

تلعب المصافحة دوراً كبيراً في كسر الحواجز التي قد تحدث عند لقاء شخصين، وخصوصاً في المناسبات الرسمية التي تحلل فيها طريقتها ويبنى عليها محاور اللقاء وطريقة تعاطي الطرفين ولهجة الحديث، وانطلاقاً من هذه الأهمية التي تستحوذ عليها طريقة المصافحة، كان لا بد من التطرق لبرتوكول المصافحة في المناسبات الرسمية.

وأوضح المدير التنفيذي في الخليج والشرق الأوسط لمدرسة واشنطن للبروتوكول، سعيد الصلخدي، أنَّ المصافحة ليست محصورة على الأيدي، بل هناك طرق أخرى وإيماءات يمكن أن تحل مكان مصافحة اليد، خصوصاً في بعض الحالات التي لا يفضل فيها الشخص مصافحة الطرف الآخر، سواء كان التزاماً بتعاليم الدين كمصافحة النساء أو خوفاً من نقل مرض أو الشعور بألم ما.

وأشار إلى أنَّ المصافحة باليد متعارف عليها في 90% من اللقاءات الرسمية، وتعد جزءًا أساسياً في بدايتها كونها تسهم في كسر الحواجز وتخلق انطباعاً يستند إليه الشخص في رسم العلاقة وطريقة الحديث مع الشخص الآخر، خصوصاً في أول ثلاثين ثانية من اللقاء، لافتاً إلى أن المصافحة بطريقة سليمة تعطي انطباعاً إيجابياً للطرف الآخر وتؤدي دوراً أقوى من الكلمات التي قد تصدر من الشخص.

وأكد الصلخدي أن المصافحة الإيجابية محددة ببرتوكول متعارف عليه في المناسبات الرسمية، من أبرز نقاطه التركيز على المسافة المثالية مع الطرف الآخر، والتي لا تزيد أو تقل عن ذراع اليد، كما أنها تكون بكامل راحة اليد وليس بطرف الأصابع كما تفعل بعض النساء في مصافحة الآخرين، مشيراً إلى أن ذلك تحديداً يعد تقليلاً من شأن متلقي المصافحة.

وأضاف أنه من الضروري عدم زيادة تحريك اليد عن مرتين إلى ثلاث مرات في المناسبات الرسمية، بخلاف إذا كانت العلاقة التي تجمع الطرفين ودية وقائمة على صداقة قديمة، إضافة إلى تجنب الضغط بقوة عند المصافحة لأن الهدف منها ليس إبراز العضلات أو القوة، وإنما كسب الطرف الآخر وتجنب إيذائه، حيث لا يدري المصافح بالشخص الذي يصافحه فربما يعاني من إصابة في يده أو هشاشة عظام ويؤدي الإفراط في المصافحة إلى أذى له.

وأشار إلى أن الشخص يجب أن يكون متوازناً في اللقاءات الشخصية، ولا يبالغ في سكب العطر في راحة اليد أو يتركها تصدر رائحة تؤذي الطرف الآخر، علاوة على التركيز على إزالة العرق الذي يظهر لدى بعض الأشخاص عند التوتر الذي يغلف الجو العام في بعض اللقاءات الرسمية.

وأوضح الصلخدي أنه في حال رغبة الشخص بعدم مصافحة الطرف الآخر باليد، يجب أن يركز على المسافة التي يتركها لتجنيب الطرف الآخر الحرج من مد يده، وذلك بالوقوف بمسافة تزيد على ذراع ووضع اليد على الصدر بهدف إلغاء التوقع العام الذي قد يصدر من الطرف الآخر ويفرض عليه المبادرة بمد يده.