القاهرة -ا ش ا
"جابر عصفور الباحث دائما عن حرية التعبير؛ صاحب العقل المستنير".. هكذا قالت الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة خلال حفل توقيع كتاب "عن الثقافة والحرية" للدكتور جابر عصفور الذي أقيم مؤخرا بإحدى قاعات المجلس، بحضور كوكبة من المفكرين والمثقفين.
وعبرت الصبان عن سعادتها بهذا الكتاب الصادر أخيرا عن مركز الأهرام للنشر والذي يدافع عن حرية الثقافة والإبداع، وحرية الوطن والمواطن، داعيا الشباب إلى فهم المستقبل الذي يفتح الأبواب على مصراعيها لتحقيق كل أحلام وآمال الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي نرى مشرق أنوارها الواعدة بالقضاء على كل ظلمات التخلف والجهل والاستبداد والإرهاب.
وأضافت هكذا يدافع جابر عصفور عن الثقافة والمعرفة والحرية، فهو الناقد الأدبي الذي حول النقد الأدبي إلى تنوير وتثقيف، وهو حائط الصد والمدافع الأول عن حرية المواطن داخل الدولة المدنية.
كما استعرضت الصبان تجربة الدكتور جابر عصفور وهو في منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة لما فيها من إيجابيات أحدثت تغييرا في الاستراتيجية الثقافية.
ومن جهة أخرى أعرب الكاتب محمد الشاذلي مدير مركز الأهرام للنشر عن فخره واعتزازه بنشر وطباعة كتاب "عن الثقافة والحرية"، مؤكدا أن الدكتور جابر ما زال يقف بين الثقافة والحرية في رحلة حياته الفكرية الممتدة منذ تخرجه حتى الآن، فالجمع بينهما في عنوان الكتاب يلخص موقفه في كل حياته المهنية والفكرية.
وأشار إلى مدى إيمانه بالثقافة، فهي سلطة لها تأثيرها الفعال في حركة المجتمع سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكن تأثيرها مؤكد في كل الأحوال، وأضاف إن تميز الدكتور جابر يكمن في اهتمامه بالجانب الإيجابي وليس السلبي، فهو ينتصر لثقافة التقدم؛ ويسعى إلى الإيمان بالعقل والمنهج العلمي وثقافة الحوار وحق المعرفة لكل مواطن.
وقال إن الكتاب عريضة دفاع عن حرية الثقافة والمعرفة والإبداع وضد التمييز الديني، كما أنه انتصار للتنوع الثقافي وسعي وراء ثقافة المستقبل.
ثم قام الدكتور أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام بتقديم درع الأهرام كهدية تقديرا للدكتور جابر عصفور، وتأكيدا لقيمته وقامته رفيعة المستوى في خوض معركة التنوير، فضلا عن كونه؛ كما قال، من أبرع النقاد في العصر الحديث.
وأشار النجار إلى أهمية الكتاب حيث يضم مجموعة رسائل تنويرية مهمة، وأهمية الثقافة في تحقيق الانتصار لحقوق الإنسان وهوية الوطن هي القاعدة الأساسية في الثقافة، التي يدرك قيمتها في تغيير السلوك والتطور الثقافي، فهو كما وصفه متواصل مع كل العظام الذين خاضوا معركة التنوير في مصر، والذين أنشأوا منظومة قيم شكلت هوية مصر المختلفة بقوتها وبهائها وازدهارها.
من جانبه أكد الكاتب والمفكر السيد يسين أن جابر عصفور في طليعة النقاد العرب ولديه القدرة على تحليل النصوص الإبداعية، ويمتلك أسلوبا رائعا في النقد الأدبي.
كما أشار إلى انصراف جابر عصفور في الآونة الأخيرة إلى ممارسة النقد الاجتماعي المسئول، وفى كتابه "عن الثقافة والحرية" حاول أن يشخص سلبيات الثقافة المصرية، مقدما الحلول، كما تناول الفرق بين ثقافة التخلف وثقافة التقدم محددا مفردات كل منهما، وكيفية تحليل ثقافة التخلف في المجتمع المصري مطبقا المؤشرات الكمية لوصفها بأن معدل الأمية بلغ 26% من الشعب المصري، وكيف نعيد صياغة المجتمع صياغة حقيقية تعطي للناس حقوقهم.
وأشار المفكر الدكتور رفعت السعيد إلى أهمية الحديث عن الدكتور جابر ليس من خلال كتاب أو موسوعة، فهو رجل كما وصفه وهب حياته لقضية، ومن يهب نفسه للدفاع عن قضية عليه أن يتحمل المسئولية، مشيرا إلى عدة نقاط في كتاب "عن الثقافة والحرية" وشدة انجذابه له ومدى الترابط الشديد بين التنوير والحرية والديمقراطية والمواطنة والعدل الاجتماعي.
وأضاف إنه بدون عدل اجتماعي لن يكون هناك شيء آخر، كما جاءت مناقشة السعيد لنقطة مهمة في الكتاب عن تقسيم المثقفين إلى مجموعتين إحداهما تدافع عن الحرية والتنوير، والأخرى من المثقفين المتخلفين.
وأكد الدكتور جابر عصفور في ختام الندوة ضرورة وجود تعليم متميز يفرز أدباء ومفكرين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، فمصر ولادة، وتجديد الخطاب الديني فهو خطاب ثقافي في أول الأمر، ودين الإسلام دين سماحة.