المكتب الثقافي المصري

أقام المكتب الثقافي المصري بالكويت مؤخرا أمسية ثقافية تحت عنوان "الكاريكاتير في مصر القديمة" قدمها الدكتور أحمد سعيد الأستاذ الزائر بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة الكويت.

وأشاد السفير المصري بالكويت ياسر عاطف في كلمة في بداية الأمسية بما قدمه المصري القديم من إنتاج فكري وثقافي أنار للعالم طريق المعرفة والفن فأعطى للإنسانية جميعها علوما ومعارف وفنونا.

وقال الدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي المصري إن الفكاهة هي أحد إبداعات الإنسان التي تبرهن على مدى تفتحه ونبوغه، وهو طابع ميز المصريون منذ القدم وحتى الآن فكثيرا ما نسمع كلمة وحكمة ومثلا ساخرا من فلاح بسيط يحمل في طياته الحكمة والعلم.
وعرف الدكتور أحمد سعيد فن الكاريكاتير بأنه فن الإضحاك بالتضخيم، أو المسخ لصورة شخص ما، أو قضية ما، أو شيء ما، باستخدام رسومات آدمية أو حيوانية بأسلوب خاص بهدف الانتقاد والسخرية، ويعرفه آخرون بأنه فن مضحك في ظاهره، ناقد في مدلوله.

وأضاف إن كلمة الكاريكاتير مشتقة من الكلمة الفرنسية التي تعني (يبالغ أو يحمل مالا يطيق ).

وأشار سعيد الى أن الشعب المصري معروف عنه أنه شعب خفيف الظل، يحب الهزل والفكاهة والسخرية، حتى فى أشد لحظات حياته السيئة، وهذه السمة متأصلة فينا منذ قديم الأزل، ورثناها عن أجدادنا قدماء المصريين، وقد عرفه هيرودوت بأنه شعبا يحب المرح والدعابة.

واستطرد: " ولعل العبارات الفكاهية في مقابر مصر القديمة هي من أبرز الشواهد التي تدل على الحس الفكاهي لدى المصريين وهي كثيرة".

وقال" إن الإنسان منذ أن بدأ يرسم أو ينحت تماثيله أي منذ 50 ألف سنة فيما قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام فيما يسمى العصر الحجري القديم الأعلى وهو عنده استعداد أن يخرج في رسوماته ونحته عن المألوف والتقاليد الطبيعية لأسباب عدة منها في البداية العقائدية الدينية أو السحرية.

وأضاف سعيد" إنه في مصر منذ ما قبيل الأسرات أو ما يعرف بالأسرة صفر استخدم الفنان المصري تلك الوحدة الفنية في نقوشه للتعبير عن أشكال مركبة لها علاقة بالديانة الشمسية وأخذ الإغريق عن الشرق من سومر وآشور ومصر بعض معتقداتهم من أن لكل قوة من قوى الطبيعة إلها يسيطر عليها ولكل منها قوة سحرية عبر عنها الفنان بتماثيل وصور آدمية ورموز حيوانية".

واستعرض سعيد نماذج الفكاهة والكاريكاتير في مصر القديمة، مشيرا الى أن الفن المصري القديم لم يكن فنا جامدا أو كلاسيكيا كما يصفه البعض مقارنة بالفنون الإغريقية والرومانية، بل على العكس وان كانت الفنون المرتبطة بالملكية وكبار رجال الدولة اتسمت بالمثالية إلا أن نفس الفنان في نقوشه للمقابر وتماثيل الأفراد تخلى عن هذا وأظهر في أحيان كثيرة واقعية مميزة.