القاصة أسماء الشامسي

مشاغل السرد القصصي الموجه للصغار ودوره في توجيه ذائقة الطفل، ومواصفات القصة الناجحة كان حاضرا في الأمسية القصصية التي نظمها نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول الاربعاء واستضاف خلالها القاصتين الإماراتية أسماء الشامسي والسورية هيمى المفتي .

وأدارت الأمسية وقدمت لها الروائية فتحية النمر التي تساءلت عن جماليات الفن الأدبي الموجه للطفل وضرورة اشتماله على أساليب وموضوعات مفيدة لهذه الفئة العمرية، ناهيك عن ضرورة أن يكون هذا الأدب مشوقاً بما يملك من لغة إيحائية وغير مباشرة، وألاّ يستهين بذكاء الطفل الذي تجمع الدراسات التربوية والنفسية على أنه كائن مستجيب لكل التفاعلات التي تجري من حوله، وأنه يتمتع بذكاء طفولي فطري يقبل على الأدب الجديد وغير التلقيني .

القاصة أسماء الشامسي التي صدر لها كتاب عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بعنوان (رسائل لطيف أخي) قرأت منه قصة (مجرد أحلام ضائعة) تتحدث عن أحلام طفلة تعاني نتائج التفكك الأسري، لا تلتفت إليها والدتها لإنشغالاتها العديدة، وتوكل أمرها للخادمة، تبدأ الطفلة بمناجاة أحلامها من خلال الصباح الذي يشكل بالنسبة إليها فضاء تشكو إليه همها وحزنها وتقول فيها "أتى صباحي فطرق عليّ نافذة غرفتي ليوقظني، ولكني لست بنائمة، افتح نافذتي وأعانق الصباح ودموعي تتناثر على ثوبه المشع، فيظهر قوس الدموع، وبنفخة من الهواء جفت دموعي، وارتسمت البسمة على شفتيّ، وأهدتني الشمس صولجانها المصنوع من الذهب، وألبستني الورود رداءها الأحمر، وها هي السماء تضع على رأسي تاجاً قد صنعته من الغيوم، مرصعاً بكريستالات القمر، فأمشي لأجلس على كرسييّ الملكي ويقف بجانبي وزيري وهو الصباح، وتعزف الحمامات والعصافير أعذب الألحان وتراقصني الفراشات" .

وتلتها القاصة هيمى المفتي التي صدر لها أكثر من كتاب وحصلت على جوائز عدة، وقرأت قصة بعنوان ("فريد" حفيد "وحيد" العنيد) التي تدرس من خلالها حكاية الشخص المتفرد، المختلف المغرد خارج السرب، الذي يتمتع بقدرة معقولة على الإبداع، أجواء القصة مستلهمة من البيئة المصرية بين زمنين بعيدين نسبيا، ومن أجواء الريف تحديدا الذي يعتمد على المحصول الزراعي في معاشه، وتحاول القصة بأسلوب شيق أن تنقل القارئ إلى حبكة حكايتها من خلال شخصيتين هما "وحيد" و"فريد" .