التشكيلية صفية القباني

تدعو الدكتورة صفية القباني إلى تقبل الآخر في معرضها المقام حاليا في قاعة "النيل" بالزمالك.وتعكس لوحات الفنانة القباني؛ أول عميدة لكلية الفنون الجميلة في الشرق الأوسط، ما يتردد من قول عن" تقبل الآخر"، والقول "ما أحوجنا إلى هذا المفهوم الإنسانى فى مصر والعالم فى هذا الوقت الذى يبطش فيه الإنسان بأخيه الإنسان وتزداد فيه بؤر الصراع" .

وتقبل الآخر هنا دعوة انسانية، كما يقول الفنان التشكيلي صلاح بيصار، انعكست في أعمال الفنانة في التصوير الجداري، فكما تتصالح الطبيعة إلى حد تصالح الأضداد كما نرى في الشجر والنبات والطيور والحيوانات، ومثلما تتشابه الزهور وتختلف وتأتلف.. وبين التلخيص الشديد والاختزال والتجريد تقدم عالما من البهجة والاشراق والصفاء؛ عالم لا يعرف الاختلاف، تتعايش فيه الكائنات، كما نفترض فى دنيا الكرة الأرضية التي تموج بالحيوية بين اليابس والماء.

وتتميز أعمال صفية القبانى بحس شرقى بلمسة معاصرة، وهي وريثة التراث التشكيلى الذي تتواصل فيه الحضارات من المصري القديم رائد الجداريات فى العالم.. تتحدث بلغة جديدة في التشكيل، تضيف إلى الجداريات المعاصرة وفنانيها الكبار.

وصفية القباني، أستاذ التصوير الجداري، لم تشغلها إدارة كلية الفنون الجميلة التى كانت أول مدرسة للفنون عام 1908،عن فنها، فهى تعتبر الفن وسيلة تريحها من عناء العمل اليومي.

ومن هنا جاء معرضها الذي سينتقل لاحقا إلى اسبانيا ليكون بمثابة حوار الشرق والغرب، وتواصل مع فننا العربى وحضارته الزاهرة هناك، أيام الأندلس واستمرار في التأثير على مدى القرون، فالفن لا ينفي الآخر، بل يدعو إلى تقبله والأخذ منه والإضافة إليه.