كتاب "شواهد إسلامية على الحضارة الأوروبية"

قالت الدكتورة إيناس حسني إن كتابها الجديد "شواهد إسلامية على الحضارة الأوروبية" ، الصادر مؤخرا عن دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، يعد من أهم كتاباتها.
وأضافت أن الكتاب ينقسم إلى أربعة أبواب ، الأول يتناول تاريخ الأندلس قبل الفتح الإسلامي من حروب وتغيير وفتوحات، فضلا عن الحركة الثقافية في الأندلس، والأندلس وتأثيرها على أوروبا، وعظمة حضارة الأندلس، وأثر الحضارة الإسلامية في الغرب، وما أدخله العرب إلى الأندلس.
وتابعت الكاتبة أن الباب الثاني يستعرض الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس، والحضارة العربية في الأندلس وأثرها في أوروبا، والعلاقات بين الأندلس وأوروبا، والاتصال التجاري بين الأندلس وأوروبا، وحركة الترجمة، والصناعات المختلفة.
أما الباب الثالث، فخصصته الكاتبة للآثار الإسلامية في أسبانيا (أشبيلية وغرناطة وقرطبة وطليطلة وسرقسطة والمرية وبلنسية ومالقة و ميورقة).
وقالت الباحثة الدكتورة إيناس حسني إن الباب الرابع خصصته للحديث عن اللقاء الحضاري بين الشرق والغرب، صقلية بعد الفتح ، وأثر الفتح الإسلامي على صقلية ، والحضارة العربية في صقلية وأثرها في النهضة الأوروبية ، وصقلية بعد الفتح ، فيما جاءت الخاتمة بعنوان "شواهد منصفة "، متضمنا ملحقا للصور.
وأضافت الباحثة : " لا شك أن ما أنجزته الحضارة الغربية كان بتأثير من الحضارة العربية الإسلامية التي كانت سابقة عليها، ويعترف بهذا الفضل العديد من الباحثين الغربيين المنصفين" .. مؤكدة على دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية كنموذج لحوار الحضارات .
وأشارت إلى أن الحضارة الإسلامية قامت على الحوار مع الشعوب والحضارات الأخرى التي تعامل معها المسلمون مثل حضارة الهند وحضارة الفرس في الشرق وحضارة اليونان في الغرب، وقد كان فضل العلماء العرب عظيما على الحضارة الإنسانية، حيث كانوا لبنة أساسية من لبناتها، فقد نقلوا العلم اليوناني وهضموه وأضافوا إليه إبداعاتهم التي مازالت مؤثرة في العالم حتى اليوم، ولو لم يصل ما بقى من مؤلفات اليونان على يد العرب إلى أوروبا لتأخرت النهضة الأوروبية.
وتابعت الدكتورة إيناس حسني : "لولا ظهور ابن الهيثم وجابر بن حيان وأمثالهما من العلماء المسلمين لتأخر ظهور جاليليو ونيوتن وغيرهما ، وبمعنى آخر إن لم يظهر ابن الهيثم لاضطر نيوتن أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم ، ولو لم يظهر جابر بن حيان لبدأ جاليليو من حيث بدأ جابر.
وأكدت الدكتورة الباحثة إيناس حسني إنه في مجال الفنون والعمارة أخذ رسامو أوروبا فكرة تزيين الأسقف بالصور الملونة، لدرجة أنهم نقلوا كتابات عربية زينوا بها الأسقف، رغم أنها ذات طابع إسلامي.
وأضافت إن العمارة الإسلامية فرضت على عناصر العمارة المسيحية العديد من الظواهر مثل النوافذ المزدوجة، والعقود المنسوخة، والعقود ثلاثية الفتحات، والشرفات والكوابيل والأبراج ، والقباب المضلعة، والزخارف والمنحوتات الغائرة متعددة الألوان، وغير ذلك من الأشكال والعناصر، وكانت الفكرة الزخرفية هي وحدها التي أوحت للفنان الأوروبي منذ القرن الرابع الهجري فكرة الاقتباس من حروف العربية وتسجيلها بالحفر على تيجان الأعمدة.
وأشارت الباحثة – في كتابها – إلى محاولات الغرب المنظمة للاقتباس من حضارة العرب، وكانت كفة العرب في هذه العلاقات هي الراجحة ، فقد كانوا يملكون من مقومات الحضارة المادية والعقلية ما يقدمونه لأوروبا، في حين لم تكن أوروبا حتى القرن السادس عشر تملك من المقومات التي تمكنها من أن تضيفه لتراث العرب، ولذلك أخذ الأوروبيون من العرب أكثر مما أعطوا ، فاقتبسوا الكثير من علوم العرب وفلسفتهم وعمارتهم وفنونهم العسكرية وصناعتهم وتجارتهم وحياتهم الاجتماعية، وتأثرت لغاتهم وآدابهم ومجتمعاتهم إلى حد كبير باللغة العربية والآداب العربية والحياة.
ولفتت إلى أن حوار الحضارات حقيقة حتمية، وهناك حقيقة مؤكدة هي أن الإسلام جوهره التسامح، ويقر بتعددية الثقافات والأعراق.